الدكتور أنطوان كرم
الدكتور أنطوان كرم
طبيب أخصّائي في جراحة المسالك البوليّة ورئيس بلديّة سابق لبلدة الحدث _ سبنيه _ حارة البطم. مواليد 22/1/1944، الحدث. والده اسكندر الخوري كرم والدته ليندا عون. زوجته مي سابا، مجازة في الحقوق. أولاده: الكسندر (دكتور في الصيدلة) وكارل (دكتور في طبّ الأسنان).
تلقّى علومه بداية في مدرسة الفرير _ فرن الشبّاك وأكملها في مدرسة الحكمة الأشرفيّة. أمّا تخصّصه الجامعيّ فأجراه في إسبانيا (جامعة ساراغوسا) إذ تخصّص في الطبّ العام ثمّ في جراحة المسالك البوليّة وحاز شهادة أستاذ جامعيّ وشارك في مسابقة عن هذا الاختصاص برزت فيها قدراته العلميّة ودرجات تفوّقه فعُيِّن نتيجتها أستاذًا في جامعة ساراغوسا حيث أعطى دروسًا للطلّاب لمدة سنة ونصف عاد بعدها إلى لبنان عام 1976 حين انضمّ إلى الفريق الطبّي في مستشفى قلب يسوع وسان شارل ولاحقًا في مستشفى السان تريز.
هو ينتمي إلى عائلة تعاطت الشأن العام منذ سنين مديدة في الزمن. أثناء فترة الأحداث الدامية التي شهدها لبنان منذ العام 1975 ونظرًا للفراغ، خدم أبناء الحدث ومحيطها بدون تلكّؤ واهتمّ بالشأن الاجتماعيّ والطبّي وترأّس الهيئة الشعبيّة التي حافظ على استقلاليّة خدماتها وشموليّتها.
ترشّح للمرّة الأولى إلى الانتخابات البلديّة عام 1999 وفاز بأكثريّة ساحقة. كذلك في العام 2004 جدّد أبناء الحدث _ سبنيه _ حارة البطم ثقتهم به ففاز برئاسة البديّة للمرّة الثانية على التوالي.
كانت البلديّة قد تعطّلت بعد وفاة رئيسها السابق، فأعاد بناءها على قواعد حديثة وعصريّة وفق ما تستلزمه مستلزمات العصر وحاجات المجتمع الناهض من أجواء الحرب. فقد سهر بدقّة على تتنفيذ برنامج إنمائيّ شامل، وجهد شخصيًّا ورغم ضيق الوقت الذي تفرضه عليه مهنته كطبيب، في ممارسة واجباته كرئيس للبلديّة على أكمل وجه.
شارك في عدد من المؤتمرات الدوليّة منها في إيران وفرنسا وإسبانيا وألمانيا، حيث سجّل العديد من المداخلات وقام بالكثير من الاتّصالات تحضيرًا لبرامج ومشاريع إنمائيّة تطاول كلّ الميادين.
أنجزت بلديّة الحدث سبنيه _ حارة البطم برئاسته عددًا من الإنجازات أبرزها: إنشاء القصر البلديّ الجديد، تنفيذ وصيانة حدائق عامّة وشقّ طرقات جديدة والعناية بساحات البلدة، وتأهيل مداخل البلدة، توسيع الخطّ الرئيس للحدث، العناية بقنوات المياه والصرف الصحّيّ، إضافة إلى عدد من المشاريع الإنمائيّة لا سيّما بولفار الرئيس كميل شمعون.
احتلّ موضوع حماية البيئة وتحسين مكوّناتها مركزًا أوّليًّا في برنامج البلديّة، ولمواجهة العمران العشوائيّ، استصدر مجلس بلديّة الحدث _ سبنيه _ حارة البطم مرسومًا رقم 12380 يقضي بالحفاظ على منطقة خضراء في البلدة ووَضْعِ نظام للبناء يحترم البيئة والجمال والمصلحة العامّة. فصنّفت المنطقة الخضراء الممتدّة على جانبي بولفار الرئيس كميل شمعون الذي يعتبر مدخل بيروت ورئة الحدث الخضراء. ومن ثمّ امتدّ التصنيف ليشمل جميع عقارات جانبي طريق صيدا وصولًا إلى كفرشيما. مع لفت الانتباه إلى أنّه تكاد تكون الحدث البلدة الوحيدة في لبنان التي يشرب أهلها مياهًا صالحة بعد أن بدأت البلديّة تشرف على مسألة مراقبة خلوّها بالكامل من التلوّث والجرائيم.
نتيجة واقع نموّ بلدة الحدث، رأى الدكتور كرم إنّه من الضروريّ بناء دار للبلديّة رحب المساحة يتجاوب ومتطلّبات العصر وحاجات الأجيال المستقبلة على أن يبنى وفق أحدث تقنيّات الهندسة ويُجهّز بأحدث المكاتب والأقسام الخدماتيّة التي تسهّل عمل البلديّة. فأصدر المجلس البلديّ قرارًا ووضع الحجر الاساسيّ الأوّل للقصر بتاريخ 20/6/2003 على أن يضم مكاتب حديثة التجهيز للموظّفين ومركزًا للشرطة مع مكاتب لرئاسة البلديّة (قسمًا إداريًّا، قسمًا للأرشيف، قسمًا للمكننة) وملجأ ومرآبًا إضافة إلى قاعة فسيحة للمناسبات مع مركز لتجمّع الشباب تحت اسم "النادي البلديّ" ومسرح مجهّز لأكثر من 600 مقعد. كما إنّه وفور جهوز القصر البلديّ الجديد سيحوّل المقرّ البلديّ القديم إلى مكتبة عامّة.
احتفلت الحدث بحلول الألفيّة الثالثة بمهرجان ضخم برعاية وزير الداخليّة الأسبق المهندس ميشال المرّ فعاشت الحدث عرسًا فنّيًّا ضخمًا بين الاوّل من آب 2004 والخامس عشر منه من خلال المهرجان الذي نظّمته البلديّة والذي تخلّله معرض الفنّ التشكيليّ شارك فيه 22 رسامًا من كبار الفنّانين اللبنانيّين التشكيليّين ونحّاتان وصانع للفخار. إضافة إلى مسابقة في الرالي الخاصّ بالشبيبة وكوكتيل وألعاب رياضيّة ونشاطات ترفيهيّة على أنواعها. هذا المهرجان أحيته الحدث في كلّ السنوات اللاحقة.
إلى ذلك أنهى المرحلتين الأولى والثانية من تشييد الملعب البلديّ ذي المواصفات الأولمبيّة، على ان تستكمل المرحلة الثالثة في العام 2008.
يدعو الدكتور كرم المسؤولين إلى العمل من أجل المحافظة على موقع لبنان الاستشفائيّ في الشرق الأوسط وعلى نوعيّة الخدمة الاستشفائيّة فيه. ويلفت إلى ضرورة تأمين الدعم المادّي لهذا القطاع. ويشير إلى إنّ لبنان الأخضر صفة لازمت بلادنا منذ عصور وقد شوّهت الحرب هذه الصورة ثمّ أتى العمران العشوائيّ على ما بقي منها. كما يطالب بوضع حدّ لهذه الظواهر الشاذّة ويأمل من الجمعيّات والمراجع التي تعنى بالشأن البيئيّ أن تتّحد في إطار حزب بيئيّ واحد يوحّد كلمتهم كيّ تأتي ثمارها وتكون فاعلة رحمة بمستقبل صحّة الأولاد وسلامة الطبيعة اللبنانيّة.
بمناسبة عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني 2004 نظّمت بلديّة الحدث نهارًا بيئيًّا تحت شعار "خلّي سيّارتك بالبيت" منعت خلاله السيّارات من التجوّل في الشوارع الرئيسة في الحدث التي حصر التنقّل فيها بالمشاة والدراجات.
أراد الدكتور كرم أن يُنعش براعم الأمل في بلدته الحدث. انطلاقًا من هذا التوجّه، قرّر متابعة نشاطه بشكل طبيعيّ بعيدًا عن أي إبطاء. هذا القرار تلمّسه أبناء الحدث من خلال النشاطات التي ظهرت على الأرض والأعمال الإنمائيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والفنّيّة والترفيهيّة التي عاشتها البلدة طوال سنوات تولّيه رئاسة البلديّة.
(يراجع، كتاب أعلام من بلاد الأرز، للأستاذ أنطوان فضّول، 2009 الجزء الأوّل صفحة 191)