جوزف أديب صادر
علم من أعلام مهنة الطباعة في لبنان، ورجل فكرٍ من الطراز الأوّل تشهد له بذلك مسيرته الفكريّة والمهنيّة التي نسجتها سنون كفاحة وعمله الدؤوب فتتوَّجت بنجاحات وإنجازات ستبقى محفورة في ذاكرة المجتمع اللبنانيّ والعربيّ...سار على دروب النجاح بعزم وصلابة فاختير لعدد من المسؤوليّات الجسام وكان دائماً على قدر المسؤوليّة، على صعيد مجموعة صادر التي ترأسها فوضع لها أهداف متعدِّدة ورؤية واضحة وهي تسهيل الحصول على المعلومات القانونيّة في أنحاء العالم، أو على صعيد عالم الطباعة حيث انتخب رئيساً لنقابة الطباعة في لبنان وما يزال.
النقيب جوزيف صادر رجل ناشط في العديد من المجالات وشخصيّة رائدة في حقل المنشورات القانونيّة والأبحاث والإستشارات والترجمة والطباعة، أحبّه الكثيرون واختلف معه الكثيرون، ولكنّهم اتفقوا جميعًا على احترامه ورأوا فيه مثالاً للمواطن الصالح الذي يسعى بعمله الدؤوب إلى تطوير وطنه ومجتمعه.
جوزيف أديب صادر، ولد في 17 كانون الأول 1944، يمثّل الجيل الرابع من سلالة عائلة صادر في مضمار الطباعة والنشر التي ابتدأت منذ العام 1863.
درس المرحلة المتوسطة في مدرسة الحكمة _ بيروت، أمّا المرحلة الثانويّة فدرسها في معهد الرسل _ جونيه. أخصّائي في علم النفس والتربية من جامعة الآداب والعلوم الإنسانيّة الفرنسيّة في بيروت التابعة لجامعة ليون.
يترأس جوزيف صادر حاليًّا مجموعة صادر. مجموعة صادر مقرّها لبنان هي المزود للحلول القانونيّة الشاملة والتجاريّة عن وإلى الشرق الأوسط. بالإضافة إلى عمليّات إضافيّة في الإمارات العربيّة المتّحدة والكويت. تتألّف المجموعة من ستّة كنايات متخصّصة بالمنشورات القانونيّة، الأبحاث، الاستشارات، الترجمة، والحلول البرمجيّة للمجتمع القانونيّ. تأسّست الشركة عام 1863، وبدأت بإنشاء سمعتها الأولى في وقت مبكر في تاريخ النشر. من بين أبرز ما قامت به في بداياتها كان المساهمة في نشر الكتاب القانونيّ الأوّل، نشر الصحيفة القانونيّة الأولى في العالم العربيّ، وانجاز ملخّص القانون، يعتبر الأوّل من نوعه في المنطقة. منذ ذلك الحين، نمت الشركة لتشمل نموذج متعدد التخصّصات تسهل وصول المعلومات للعملاء المعنيّين محليًّا اقليميًّا، ودوليًّا. تضم المجموعة :
• Sader Publishers LIC (تأسّست عام 1863) التي هي دار نشر رائدة في الشرق الأوسط. هي شركة رئيسيّة في مجموعة صادر، توفّر معلومات للمجموعات القانونيّة، الحكوميّة، والأكاديميّة.
• مطبعة صادر ( تأسّست عام 1890)، هي واحد من أوائل المطابع في لبنان، مطبعة صادر متخصّصة في الدرجة الأولى بطباعة الكتب القانونيّة، الخلاصات، المنشورات، الأدلّة وغيرها، بالعربيّة، الانكليزيّة والفرنسيّة.
• مركز الأبحاث القانونيّة _ صادر، وهو الوحيد من نوعه في المنطقة العربيّة لانتمائه لاحدى دور النشر. بما أنّه أقدم مركز نشر للمنشورات القانونيّة في المنطقة العربيّة، أسّسه عام 1921 يوسف صادر، فقد أخذ على عاتقه مشروعات متعدّدة عالية المستوى.
• Sader and Associates Law Firm (تأسّست عام 2000) هي شركة قانونيّة رائدة في لبنان ...
• Sader Legal Publishing LIC ( تأسّست عام 2004) في الإمارات العربيّة المتّحدة. من انجازات الشركة الرئيسيّة في الامارات العربية المتحدة اتفاقيّة الشراكة عام 2007، مع وزارة العدل الاماراتيّة، لنشر مجموعة واسعة من المواضيع القانونيّة لتوزيعها على القضاة في الامارات العربيّة المتّحدة.
• Kolpia LIC ( تأسّست عام 2003) هي اليد المبرمجة للبرامج الالكترونيّة في المجموعة.
• Tarjlators LIC (تأسّست عام 2010) هي مركز الترجمة القانونيّة في المجموعة.
• GNS LIC أطلقت مجموعة صادر حلول للشبكات العامّة 2004 لمساعدة عملائها في اهتماماتهم بتقنيّة المعلومات.
كقائد للمجموعات، وضع جوزيف صادر رؤية واضحة لها: "تسهيل الحصول على المعلومات القانونيّة في جميع أنحاء العالم".
تماشياً مع رؤيته، وضع للمجموعات اهداف متعدّدة للمستقبل :
• المحافظة على السياسات التي تعزّز سيادة القانون، الذي يحمي المجتمع. عن طريق جعل القانون في متناول الجميع.
• سد الفجوات الثقافيّة في الحقل القانونيّ العربيّ، بتوسيع وجود صادر خارج لبنان، إلى الامارات العربيّة المتّحدة والكويت. وحدّد هدفاً على المدى المتوسّط لتوسيع وجود المجموعة ضمن المنطقة العربيّة.
• بما أنّ المشاريع الدوليّة المشتركة قد زادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وضع تركيزه على توسيع الخدمات المتخصّصة للمجموعة لتلبية حاجات السوق.
• متابعة تحديد الأهداف الداخليّة والخارجيّة التي ستسمح لصادر بتوصيل نوعية عالية الجودة لتسهيل الوصول للمعلومات القانونيّة.
مهنته الطويلة تتضمن التالي:
عام 1967 بدأ مهنته كمحرّر أدبيّ، في مجلّة "الثقافة" التربويّة "La revue culture" التي أسّسها والده أديب جوزف صادر.
عام 1970 أسّس مدرسة في بحمدون عرفت باسم المدرسة اللبنانيّة واستلم إدارتها حتى العام 1976 بداية الأحداث اللبنانيّة الأليمة.
عام 1976 بدأ ولوج عالم النشر والطباعة بالعمل في مطبعة صادر التي كانت تملكها العائلة، وهناك طوّر مهاراته الطباعيّة علماً انّه ابتدأ كعامل ليس إلّا، ثمّ باشر بدراسات عمليّة في معامل سولنا في السويد.
عام 1982 بعد وفاة والده عام 1982 تحمّل عبء إدارة المطبعة في ظروف صعبة جدّاً نظراً للحرب الأهليّة اللبنانيّة. كان العمل في ذلك الوقت مقتصراً على مطبعة صادر، مكتبة صادر، دار النشر و المجلّة القانونيّة التي أسّسها جده يوسف صادر عام 1921.
في العام نفسه، حلّ محلّ والده في رئاسة مجلس ادارة شركة الناشرين اللبنانيّين التي تطبع وتنشر الكتب المدرسيّة الوطنيّة للصفوف الابتدائيّة، التي تصدر عن المكتب التربويّ للبحوث والانماء في وزارة التربية والتعليم.
عام 1983 أصبح أمينًا للصندوق في المجلس التنفيذيّ لنقابة اتّحاد الناشرين في لبنان ومن ثمّ عضوًا في المجلس حتى تاريخه.
عام 1985 صمّم كتاب "النبي" لجبران خليل جبران بطبعته الفاخرة والحاصل على جائزة لندن العالميّة سنة 1997 وقد اختير الكتاب من لائحة مؤلّفة من870،15 متبارٍ من 78 بلد، وقد اعتمد من قبل رؤساء الجمهورية اللبنانيّة ومن رؤساء الوزارة والنوّاب كهديّة في زياراتهم الرسميّة، واعتبر هذا العمل الإبداعيّ "هديّة لبنان الى العالم".
عام 1992 نشر مجموعة قوانين لبنان الورقيّة التي ابتكرها جدّه القاضي يوسف ابراهيم صادر عام 1921 علماً انّ هذه المجموعة وضعت تصميم هيكليّة الدولة اللبنانيّة وأصبحت مرجعاً لادارات الدولة ومؤسّساتها وللجامعات والقضاة والمحامين.
عام 1993 انشأ في العام نفسه نقابة الناشرين المدرسيّين وترأسها حتى العام 1997 ولا يزال عضواً في مجلس إدارتها.
عام 1994 عيّن خبيراً محلّفاً للطباعة والنشر الطباعيّ لدى المحاكم اللبنانيّة ولا يزال، هذا وتجدر الاشارة الى انّه وحتّى تاريخه الخبير المحلّف الوحيد الرسميّ في هذا المجال.
عام 1995 انتخب عضواً في المجلس التنفيذيّ لنقابة الطباعة في لبنان.
عام 1996 أنشأ مركز الابحاث القانونيّة _ صادر وينصب اهتمامه على ابتكار رؤية جديدة في عالم المنشورات القانونيّة، خاصة في المنطقة العربيّة.
عام 1998 أنشأ شركة النشر الثانويّ التي تهتم بطباعة ونشر الكتاب المدرسيّ الوطنيّ للصفوف الثانويّة والصادر عن المركز التربويّ للبحوث والإنماء.
عام 1998 أسّس "صادر للفن و للثقافة" وهي صالة تعنى بالنشاطات الثقافيّة و الفنّيّة والأدبيّة.
عام 1999 أسّس "Redas LIC" التي تعنى بتوزيع سلسلة الكتاب الوطنيّ.
عام 1999 أسّس وترأس اللجنة اللبنانيّة لحماية الملكيّة الفكريّة التابعة لنقابة اتّحاد الناشرين اللبنانيّين.
عام 1999 أصبح عضوًا في لجنة حماية الملكيّة التابعة لاتّحاد الناشرين العرب.
عام 1999 انتخب رئيساً لنقابة الطباعة في لبنان ولا يزال.
عام 2001 انتخب عضواً في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، وعيّن رئيًسا للجنة العمل والشؤون الاجتماعيّة كما كلّف من مكتب الغرفة التنفيذيّ بموضوع الملكيّة الفكريّة والصناعيّة.
عام 2001 أسّس جمعيّة عبد الله غانم الثقافيّة.
عام 2004 أسّس وترأس حتّى يومنا هذا " الجمعيّة اللبنانيّة للملكيّة الفكريّة" LIPA التي أطلقت عام 2007 مشروعات متعدّدة تتعلّق بالملكيّة الفكريّة بما في ذلك دليل الملكيّة الفكريّة اللبنانيّ والبريد الالكترونيّ.
عام 2004 أطلق "Sader Legal Publishing" في دبي، الامارات العربيّة المتّحدة التي قامت بشراكة استراتيجيّة مع وزارة العدل، وبالتالي فهي تعتبر ناشر قانوني رسميّ في الامارات العربيّة المتحدة.
عام 2005 أسّس جمعيّة الدراسات والتوثيق.
عام 2005 أطلق الموقع الالكترونيّ المجانيّ لكافة القوانين اللبنانيّة باللغة الانكليزيّة www.lebaneselaws.com، اختير كأفضل موقع استراتيجيّ في لبنان عام 2005.
عام 2007 وقّع اتفاقيّة شراكة استراتيجيّة مع شركة كويتيّة تهدف لتمثيل صادر حصريًّا في الكويت. هذه الشراكة تهدف إلى قيام مشروع مشترك يتمثّل في توثيق المعلومات القانونيّة لموقع دول مجلس التعاون الخليجيّ. تحقيقاً لذلك تجمع جميع البيانات القانونيّة المتخذة من الجريدة الرسميّة، تراجع، تصحّح، ثمّ توضع على الموقع الالكترونيّ. أكثر من ذلك، لقد صنف ووثّق حوالي 6000 قضيّة مرفوعة أمام المحاكم (منذ عام 1995-2005) ونشرهم في الموقع المشار إليه. فاز هذا الموقع بلقب أفضل محتوى الكترونيّ بين جميع دول مجلس التعاون الخليجيّ، كما تلقّى جائزة تقديريّة في معرض بيروت الدوليّ لمشاركة صادر المتواصلة على مدى أكثر من 50 سنة متتالية. معرض الكتاب يعتبر واحد من أكبر الأحداث الثقافيّة التي تقام في لبنان سنويًّا.
عام 2008 انتخب عضواً في مجلس ادارة اتحاد الناشرين العرب واستقال في شهر آذار 2017.
عام 2009 فاوض باسم مجموعة صادر ووقّع على اتفافات التعاون مع Lexis Nexis التي هي المزوّد العالميّ للمعلومات المتعلّقة بالحلول التجاريّة للمهنيين في مجالات متعدّدة، بما في ذلك القانون، الحكومة، تطبيق القانون، ضرائب، محاسبة، اكاديمي، وتقييم الاتفاقيّات.
عام 2010 ترأس اللجنة العربيّة للملكيّة الفكريّة في اتحاد الناشرين العرب.
وعين خبيراً للملكيّة الفكريّة لدى المحاكم اللبنانيّة. أما بالنسبة للأعمال التجاريّة، لقد فاوض ووقّع باسم مجموعة صادر اتفاقيّة شراكة مع المهندسين في بيروت لاطلاق ملخّص متخصّص في القانون الهندسيّ. و سيتم اضافة اللمسات الأخيرة لقيام، Sader Legal Jordan and Sader Legal Seria وهي ايضاً ستوقّع اتفاق شراكة استراتيجيّة مع نقابة المحامين في بيروت لتسهيل وصول المحامين للمعلومات القانونيّة بالطرق الالكترونيّة.
مثَّل القطاع الخاص اللبنانيّ في عدّة مؤتمرات عربيّة ودوليّة بمواضيع العمل والشؤون الاجتماعيّة والملكية الفكريّة والطباعة والنشر.
يسعى لإنشاء اتحاداً نقابياً للطباعة والنشر والمكتبات ومستوردي القرطاسيّة والكتب الأجنبيّة والصناعات الورقيّة.
اهم التطلّعات لخدمة الاقتصاد وتفعيل دورته:
• اعتماد الخصخصة وتشجيع المنافسة في القطاعات الخدماتيّة العامة ذاك إن الخصخصة تخدم الاقتصاد بزيادة انتاجيّة ونوعيّة الخدمات وتوقّف هدر الأموال العامّة لا بل تؤمّن عائدات للخزينة اللبنانيّة تساهم في خفض الدين العام.
• تحرير القطاع الصناعيّ اللبنانيّ من الأعباء المفروضة على المواد الأوّليّة وتخفيض كلفة النقل والهاتف والفيول لتحسين قدرة القطاع الخاص التنافسيّة خاصة وانّ لبنان يستعد للانضمام لمنظمة التجارة العالميّة.
• دعم نمو قطاع التكنولوجيا المعلوماتيّة لمواكبة الانفتاح على العولمة بوعي ومسؤوليّة.
• تفعيل القطاعات مثل: الطباعة والنشر، والنشر المدرسيّ والمكتبات وتجارة القرطاسيّة والصناعات الورقيّة وهي تشكل ثلث الاقتصاد الوطنيّ اللبنانيّ.
النقيب جوزيف أديب صادر هو اليوم كما الأمس رجل ديناميكيّ أقدم على العمل بعناد وجرأة لا مثيل لهما فوضع مؤسَّسة على سكة التطّور و الإزدهار وجعل النجاح حليفه الأبرز في مسيرة عنوانها الصبر و الكفاح ورايتها الحسّ الوطنيّ المشرِّف الذي تسلّح به وقت الحرب والسلم، فإذا به مثال اللبنانيّ الناجح الذي ذاع صيته في لبنان والخارج وزخرت حياته المهنيّة بعطاءات وإنجازات استحقّ معها أن يكون وجهاً من وجوه هذا الوطن الذي يعتزّ بأمثاله من أصحاب المواقف الوطنيّة والإنسانيّة الراسخة.
(يراجع كتاب "وجوه لبنانية الجزء التاسع إعداد: الصحافيّة فريال الخوري موسى ص 208\217).