صحة ونظافة وبيئة سكان لبنان في خطر
الصحّة والنظافة
صحّة سكّان لبنان في خطر، لا سيّما في العاصمة بيروت، وفي الشواطئ، من جرّاء تراكم الأوساخ والأقذار في الشوارع، من جهة، وقذف النفايات إلى مياه البحر، من جهة أخرى.
اللبناني يسهر بدقّة على النظافة داخل منزله ومحلّه ومكتبه، ولكنّه لا يأبه لنظافة الرصيف أو الطريق أو الساحات العامّة. ودوائر التنظيفات في محافظة بيروت وبلديّاتها غائبة كلّ الغياب، وكأنّها غير معنيّة بالأمر. نسمع أنّ هنالك عدّة آلاف من عمّال التنظيفات، ولا نرى لهم أثراً. ولفرط ما أصبح عجز البلديّة أو إهمالها مسألة مسلّماً بها، سكتت أصوات الشاكين والمطالبين وصار مشهد الشوارع القذرة بروائحها الكريهة بدون شأن يُذكر. وتشمئزّ نفسك عندما تسير على قدميك في جادات بيروت وأزقّتها، وعندما ترى الأولاد يلعبون في أكوام الاوساخ، تنتفض غضباً ثم يصيبك الإحباط، ولا تدرك كيف لا يثور الأهالي على الواقع البغيض، والخطر الداهم على الصحّة.
أمّا شواطئ بيروت ومسابحها وأحواض السباحة، فحدّث ولا حرج. فانّك تسبح في مياه البحر، وقِطَع النايلون والقناني البلاستيكيّة وغيرها وغيرها، تسبح الى جانبك وتحتك ومعك.
ويقول الأخصائيون إنّ الأمراض الجلديّة، والأمراض المِعويّة تزايدت وانتشرت في لبنان، فهل من عجب؟
ثم تسمع من يعلن أنّ لبنان بلد السياحة.
الصحّة في البيئة السليمة وأحدٌ من حقوق الإنسان الأساسيّة. ودور الدولة والبلديّات والمواطنين في تعميم النظافة واحد متكامل،
نقول دَور المواطنين، نعم، لأنّ السهر على النظافة التي هي شرط من شروط الصحّة، شأن يعني كلّ شخص ولا يقع عِبؤهُ على الإدارات الرسميّة فحسب.
فهل نتنبّه؟
( افتتاحيّة نشرة "حقوق الإنسان في لبنان" بتاريخ 1/3/1992، كتابات جوزف مغيزل الجزء 2 ص 354)