عيد الشهداء – عيد شهداء الصحافة اللبنانية
6 أيار 1916
عيد الشهداء – عيد شهداء الصحافة اللبنانية
" إن الاستقلال يبنى على الجماجم وإن جماجمنا ستكون أساساً لاستقلال بلادنا … نموت لتحيى بلادنا حرة عزيزة".
للشهداء عيد يحتفل به في السادس من أيار إحياءً لذكرى من قدم ذاته على مذبح الوطن، وقد اختير هذا اليوم نسبة الى العدد الكبير من أحكام الإعدام التي نفذتها السلطات العثمانية بحق الوطنيين بين فترة 21 أب 1915 و أوائل 1917، ولأن أكثر من ثلث الذين أعدموا كانوا من الصحفيين سمي عيد الشهداء في لبنان بـ"عيد الصحافة".
الحدث التاريخي:
عين أحمد جمال باشا ( 1873 - 1922 ) قائداً للجيش الرابع في سورية عام 1915 وفرض سلطانه على بلاد الشام وأصبح الحاكم المطلق فيها، وقد قاد جيشه لعبور قناة السويس واحتلال مصر فيما عرف بحرب السفر برلك إلا أن الهجوم فشل فشلاً ذريعاً ولم ينج من الجيش الرابع إلا القليل .
عاد جمال باشا من جبهة سيناء وهو يشعر بالمذلة والانكسار والمهانة حين أخفقت الحملة على مصر وكان سبب إخفاقها الرئيسي سوء تقديره للموقف العسكري وسوء إدارته للمعركة وتوالت التقارير التي تنبئه بالخلايا الثورية العربية المدنية والعسكرية فولدت في نفسه الرغبة الكبيرة في الانتقام فأخذ باعتقال الزعماء الوطنيين والمفكرين العرب والتنكيل بهم وتعذيبهم حتى الموت وقد بدأ بإعدام وشنق الخوري يوسف الحايك في 22/3/1915.
أقام بعدها جمال باشا محكمة عرفية صورية في عاليه وأصدر أحكاماً بإعدام نخبة من المثقفين العرب بتهم تتراوح بين التخابر مع الاستخبارات البريطانية والفرنسية للتخلص من الحكم العثماني، إلى العمل على الانفصال عن الامبراطورية العثمانية وقد نفذت أحكام الإعدام شنقاً على دفعتين: واحدة في 21 أب 1915 وأخرى في 6 أيار 1916 في كل من ساحة البرج في بيروت، فسميت ساحة الشهداء، وساحة المرجة في دمشق. وقد استقبل هؤلاء الموت على المشانق مرددين: "ان الاستقلال يبنى على الجماجم وإن جماجمنا ستكون أساساً لاستقلال بلادنا … نموت لتحيى بلادنا حرة عزيزة".
شهداء 21 آب 1915
- عبد الكريم الخليل، من الشياح قرب بيروت
- محمد المحمصاني، من بيروت احد مؤسسي الجمعية العربية الفتاة وخريج كلية الحقوق في باريس
- محمود المحمصاني، من بيروت
- عبد القادر الخرسا، أصله من دمشق ومقيم في بيروت
- نور الدين القاضي، من بيروت
- سليم أحمد عبد الهادي، من قرية عرّابة بفلسطين
- محمود نجا العجم، من بيروت
- الشيخ محمد مسلّم عابدين، مأمور أوقاف اللاذقيّة من دمشق
- نايف تللو، من دمشق
- صالح حيدر، من أهالي بعلبك
- علي الأرمنازي، من حماة
شهداء 6 أيار 1916 في دمشق
- شفيق بك مؤيد العظم، من دمشق
- الشيخ عبد الحميد الزهراوي، من حمص
- الأمير عمر الجزائري، حفيد الأمير عبد القادر الجزائري من دمشق
- سليم الجزائري, من دمشق
- شكري بك العسلي، من دمشق
- عبد الوهاب الإنكليزي، من دمشق
- رفيق رزق سلّوم، من حمص
- رشدي الشمعة، من دمشق
شهداء 6 أيار 1916 في بيروت
- بترو باولي، من التابعية اليونانيّة، مقيم في بيروت
- جرجي الحداد، من جبل لبنان
- سعيد فاضل عقل، من الدامور
- عمر حمد، من بيروت
- عبد الغني العريسي، من بيروت
- الشيخ أحمد طبارة، إمام جامع النوفرة في بيروت
- محمد الشنطي اليافي، من يافا
- توفيق البساط، من صيدا
- سيف الدين الخطيب، من دمشق
- علي بن عمر النشاشيبي، من القدس
- محمود جلال البخاري، من دمشق
- سليم الجزائري، من دمشق
- أمين لطفي الحافظ، من دمشق
شهداء آخرون
وهناك العديد من الشهداء الآخرين منهم:
- الخوري يوسف الحايك، من سن الفيل في بيروت، أُعدم في دمشق يوم 22 آذار سنة 1915م.
- نخلة باشا المطران، من أهالي بعلبك أغتيل قرب أُورفه بالأناضول في 17 تشرين الأول سنة 1915م.
- الشقيقان فيليب وفريد الخازن من جونية بلبنان أُعدما ببيروت يوم الثاني من أيار سنة 1916م.
- عبد الله الظاهر، من عكار، أُعدم ببيروت يوم الأول من آذار سنة 1916م.
- يوسف الهاني، من بيروت، أُعدم ببيروت في نيسان سنة 1916م.
- محمد الملحم، شيخ عشيرة الحسنة، أُعدم بدمشق في أوائل سنة 1917م.
- فجر المحمود، من عشيرة الموالي، أُعدم بدمشق أوائل سنة 1917م.
- شاهر بن رحيل العلي، ابن الشيخ رحيل بن العلي السليمان شيخ عشيرة التركي، أُعدم بدمشق على أثر إعلان الثورة العربية الكبرى.
- الشيخ أحمد عارف، مفتي غزة، وولده، من مدينة غزة أُعدما في القدس الشريف سنة 1917م.
- الشقيقان أنطوان وتوفيق زريق، من طرابلس، أُعدما بدمشق سنة 1916م.
- يوسف سعيد بيضون، من بيروت، أُعدم في عاليه بلبنان يوم العاشر من شهر آذار سنة 1916م.
شعرت الدولة العثمانية بنتائج سياسة جمال باشا الفظيعة فنقلته من سوريا وعينت بدلاً منه جمال باشا المرسيني الشهير بالصغير. بعد انتهاء الحرب اتهمت محكمة عسكرية في تركيا جمال باشا باضطهاد الرعايا العرب في الدولة العثمانية وحكمت عليه بالإعدام غيابيا . وقُتل جمال باشا السفاح في مدينة تبليسي عام1921 م على يد أرمني حيث اتهم بالاشتراك في مذابح الأرمن .
قافلة الشهداء:
يستذكر اللبنانيون عيد الشهداء ويحتفلون به، إذ تقرع أجراس الكنائس ويعلو صوت المآذن وتعزف الموسيقى "لحن الشهيد" أمام أضرحة الشهداء وتطلق المدفعية الطلقات تحية لأرواحهم الطاهرة،
صحيح ان اللبنانيين يحتفلون في السادس من أيار من كل عام بعيد الشهداء ولكن استشهاد الأبطال دفاعاً عن لبنان لم يبدأ بهذا التاريخ ولا هو توقف بعده.
فمسيرة الشهداء انطلقت منذ ان وجد لبنان وستبقى مستمرة حاضراً ومستقبلاً للدفاع عنه بوجه المطامع الخارجية ولتحافظ على حريته وسيادته واستقلاله.
فتحية إجلال وإكبار للشهداء في عيدهم ولشهداء الصحافة اللبنانية الذين سَطَّروا بدمائهم صفحات مُجِلًّة ارساءً للكلمة الحرة المستقلة ودفاعاً عن استقلال لبنان، ولا خوف من الطامعين في وطننا طالما اننا مؤمنون بقضية من استشهد لأجلنا ومستمرون على نهجهم بالدفاع عن لبنان مهما غلت التضحيات.