كلمة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص "السلامة المرورية" 16/12/2016
حضرة أمين سر المجلس الوطني للسلامة المرورية البروفسور رمزي سلامة
حضرات المدراء العامون
حضرة رئيس مجلس إدارة ومدير عام شركة الفا المهندس مروان حايك
حضرات ممثلي المجتمع المدني
أيها الحضور الكريم
بإسم معالي وزير الداخلية والبلديات رئيس اللجنة الوطنية للسلامة المرورية الأستاذ نهاد المشنوق وبإسمي شخصياً أهنئكم على إطلاق حملة التوعية " حتى ما أشتقلك يوم " والتي أتأمل أن تنال النجاح المنتظر وأن تؤدي النتائج المتوخاة منها, بحيث تساهم في زيادة وعي المواطنين للحد من الحوادث المرورية فتنضم إلى الحملات الإعلامية التي أطلقناها سابقاً وعلى الأخص حملة "# وعد – علي" وأداء قسم السلامة المرورية التي ساهم فيها العديد من شرائح المجتمع وبعض الفنانين ولا نزال نسعى إلى تعميمها على أكبر عدد من المواطنين .
أيها الحضور الكريم
قرأت في إحدى المجلات أن الرعب يتجول في طرقاتنا وجل ضحاياه من الشباب الذين يسقطون قتلى أو جرحى وباتت حوادث المرور من العناوين الرئيسية في نشرات الأخبار وتقارير الصحف فلا يكاد يمضي يوم لا نسمع فيه خبر فاجعه خلفها حادث سير, من مقتل شاب يوم تخرجه الى مصرع فتاة في ريعان شبابها إلى خسارة طفل لم يعرف بعد حلو الحياة أو مرها , فتنعكس هذه الحوادث سلبياً على مختلف الأصعدة الإجتماعية والنفسية والإقتصادية والصحية.
كما أضحت حوادث المرور تشكل ثاني أسباب الوفيات في العالم ( بعد الحروب طبعاً), ولبنان عانى ولا يزال من هذه الحوادث إذ يكشف تقرير منظمة الصحة العالمية أن الوفيات في الحوادث المرورية تقارب 20 بالمئة ألف من السكان في حين تبلغ هذه النسبة في الدول المتقدمة 4 بالمئة ألف .
أما أسباب الحوادث المرورية عديدة منها ما يتعلق بالعنصر البشري, ومنها ما يتعلق بعوامل أخرى كوضع الطرقات والمركبات فالطرقات تشكل سبباً مباشراً لوقوع بعض الحوادث غير أن العنصر البشري يبقى الأهم , إذ أن أخطاء مستعملي الطرق من سائقين ومشاة هو السبب الرئيسي لكثير من الحوادث ومنها تجاوز السرعة المخصصة – التجاوز الخاطىء – عدم التقيد بإشارات المرور – القيادة بالإتجاه المعاكس والقيادة تحت تأثير الكحول وعدم إجراء المعاينة الميكانيكية الدورية للمركبات وعدم مراعاة آداب المرور للمشاة وعدم التقيد بالإماكن المخصصة لعبورهم, وبشكل عام عدم إحترام قانون السير ومن هنا أهمية حملتكم التي تطلقونها اليوم لتوعية المواطنين للالتزام بالقوانين تفادياً لحصول حوادث مروريه.
أيها الحضور الكريم
إزاء هذا الواقع المأساوي لا بد من تحرك رسمي وتضافر كافة أجهزة الدولة المعنية والجمعيات والمؤسسات الخاصة من أجل خفض عدد الحوادث والحد مما ينتج عنها من مآس ولا شك أن لقوى الأمن الداخلي دوراً هاماً في هذا المجال ولكن يبقى للعديد من المؤسسات أدواراً هامة منها على سبيل المثال لا الحصر :
- وزارة التربية التي عليها المسؤولية في تثقيف الطلاب على السلامة المرورية وإحترام القوانين والأنظمة وتعميم مبادىء القيادة السليمة عند الشباب والتأكيد على أن القيادة فن وذوق وأخلاق.
- وزارة الإعلام: التي يجب أن تقوم بتعريف المجتمع على المآسي الناتجة عن حوادث السير ووضع إعلانات تنبه إلى مخاطرها وتخصيص برامج تثقيفية تتعلق بقانون السير وتبث برامج حول التوعية المرورية.
- وزارة الأشغال العامة والنقل: التي يقع على عاتقها تأمين شبكات للنقل المشترك وإنشاء طرقات جديدة وفقاً للمواصفات العالمية وتحسين شبكات الطرق الحالية وصيانتها بإستمرار وتجهيزها بالإشارات اللازمة والعمل على فصل خط سير الشاحنات عن سير السيارات الصغيرة وإنشاء جسور مشاة فوق الطرقات السريعة وغيرها .
- وزارة الداخلية والبلديات : ويعود لها تطوير العمل في المؤسسات التابعة لها أما نحن في قوى الأمن الداخلي فإننا نعمل ما في وسعنا لتفعيل شعبة المرور وشرطة السير وإخضاع عناصرها لدورات متخصصة.
أيها الحضور الكريم
إن قوى الأمن الداخلي سارعت منذ صدور قانون السير الجديد إلى تطبيقه ولم تنتظر صدور الإجراءات والتدابير المتممة له فتراجعت نسبة الحوادث والضحايا بعد مضي حوالي السنة وثمانية أشهر على تطبيقه بتاريخ 22/4/2015 فإنخفضت نسبة الحوادث 22,5 بالمئة أي بنسبة 1765 حادثاً على الأقل وتدنت أعداد القتلى بنسبة 18,33 بالمئة أي بلغة أخرى جرى إنقاذ 190 إنساناً من الموت المحتم كما إنخفضت أعداد الجرحى بنسبة 20,5 بالمئة أي جرى إنقاذ 2117 إنساناً من آلام مبرحة وإعاقة دائمة.
إن هذه النتائج كانت لتكون أفضل بكثير فيما لو كان هناك خطة متكاملة للنقل إضافة إلى أن زحمة السير التي يعاني منها اللبنانيون يومياً منذ سنوات عديدة باتت تشكل معضلة وطنية أهم أسبابها غياب وسائل النقل العام المنظمة والعصرية التي تغطي على الأقل بيروت والمدن الرئيسية وهذا ما يؤدي إلى ازدياد مطرد وسريع بأعداد المركبات على الطرقات في لبنان, حيث أصبحت هذه الطرقات أشبه بمرآئب ضخمة ما أدى إلى إستنزاف يومي لعناصر مفارز السير في محاولة شاقة لتسهيل حركة المرور بدلاً من السهر على تطبيق قانون السير على غرار ما يحصل في الدول المتقدمة إذ نادراً ما يشاهد عنصر سير على إشارة بل تتولى الإشارة نفسها تنظيم السير وضبط المخالفات.
أيها الحضور الكريم
إلى جانب مهماتنا الكبيرة في حفظ الأمن والنظام وحماية الحقوق والحريات وتنفيذ الضابطتين العدلية والإدارية ومكافحة الجرائم العادية والمنظمة والإرهابية والتي حقننا أفضل النتائج في مكافحتها وجنبنا بلدنا العديد من الويلات و الإعتداءات فإننا نبذل كل جهدنا للحد من الحوادث وتخفيف زحمة السير, وبمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة عززنا مفارز السير بأكثر من 1000 ضابط وعنصر كما عقد معالي وزير الداخلية عدة إجتماعات مع المعنيين لايجاد الحلول المناسبة للتخفيف من هذه الأزمة. و بالنهاية يحدونا الأمل في تضافر جهود وإرادة المعنيين من المؤسسات الرسمية والهيئات والجمعيات الخاصة لوضع إستراتيجية وطنية من ضمن خطة شاملة ومستدامة بغية الوصول إلى بداية نهج جديد في التعامل مع قضايا السلامة المرورية وجعلها في سلم آولوياتنا لكي نحول طرقاتنا المليئة بالمخاطر إلى طرقات آمنة.
وبهذه المناسبة أشكر المهندسة هدى سلوم مدير عام هيئة إدارة السير والمركبات والآليات على إستضافتنا كما أشكر البروفسور رمزي سلامة على إطلاق هذه الحملة والشكر موصول إلى الممثلة القديرة ماغي أبو غصن والفنان ناجي الأسطا وجميع الحضور على هذه المبادرة القيمة التي سيكون لها وبلا شك التأثير الكبير في المجتمع.
وفي الختام أتوجه إلى اللبنانيين عامة وإلى ضباط وعناصر قوى الامن خاصة بالمعايدة بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة وعلى أمل أن تكون السنة المقبلة سنة خير وسلام وأمن على لبنان واللبنانيين.
عاشت قوى الامن الداخلي
عاش لبنان