التبويبات الأساسية

إنّ وأخواتها

إنّ وأخواتها

إنّ وأخواتها

 

تعريفـهــا: هي أحرف مشبّهة بالفعل؛ لأنّها تؤدّي معنى الفعل، وتنسخُ المبدأ والخبر، ولأنّها مبنيّةُ الآخر على الفتح، وتلحقها نونُ الوقاية قبل ياء المتكلّم، مثل: أنا صادقٌ إنَّني صادقٌ (أي: أؤكّد صِدقي). 

       إذا لحقت "ياءُ" المتكلّم "إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ" جاز أن تفصل بينهما بنون تسمّى "نون الوقاية" فتقول" إنّني، وأنّني، وكأنّني، ولكنّني". جاز ألّا تفصل بينهما فتقول: "إنّي وأنّي وكانّي ولكنّي". وإذا لحقت ياء المتكلّم "ليت ولعلّ" فالكثير إثبات النون مع ليت وحذفها مع لعلّ فتقول: "ليتني ولعلّي".

 

أخوات إنّ: إنّ وأخواتها ستّةُ أحرف، وهي: إنّ _ أنّ _ لكنّ _ ليت _ لعلّ، ويقال فيها: (علّ).

عملُها: تدخل على المبتدأ والخبر، فتنصب المبتدأ ويُسمّى اسمَها، وترفعُ الخبرَ ويُسمّى خبرَها، مثل: السماءُ صافيةٌ        إنّ السماءَ صافيةٌ.

معانيها:

  • إنّ وأنّ بمعنى أؤكّد، مثل: إنّ الصدقَ منجاةٌ.
  • كأنّ بمعنى أشبهُ، مثل: كأنّ الصديقَ أخٌ.
  • لكنّ بمعنى أستدركُ، مثل: زيدٌ كسلانُ لكنّ حظَّهُ جميلٌ.
  • ليتَ، بمعنى أتمنّى، مثل: ليت الشبابَ دائمٌ.
  • لعلَّ، بمعنى أترجّى أو أتوقّع، مثل: لعلَّ زيدًا ناجحٌ.

إنّ الفرق بين التمنّي والتجرّي؛ إنّ التمنّي يكون في الممكن، مثل: " ليتَ زيدًا قائمٌ" وفي غير الممكن، مثل: "ليت الشبابَ يعودُ يومًا". أمّا الترجّي لا يكون إلّا في الممكن، مثل: " لعلَّ الشباب يعود. والفرق بين الترجّي والاشفاق ان الترجّي يكون في المحبوب، مثل: " لعلّ الله يرحمنا". والاشفاق يكون في المكروه، مثل: "لعلّ العدوَّ يقدم".

تأخير اسمها: 

        جوازًا:

  • إذا كان معرفةً أو مشبّهًا بالمعرفة، والخبرُ شبه جُملة، مثل:

إن عندي                                       الدرايَةَ الكافيةَ                                      (أو درايتَكَ الكافيةَ)

                                                                        

خبر إنّ مُقدّم                                 اسم إنّ  مؤخّر                                          اسم إنّ مؤخّر

(ظرف)                                       (معرفة)                                              (مشبّه بالمعرفة لكونه مضافًا)

 

إنّ لي                                       الدراية الكافية                                            (أو درايتَكَ الكافيةَ)

                                                                              

خبر إنّ مُقدّم                                اسم إنّ مؤخّر                                                اسم إنّ مؤخّر

(جار ومجرور)                              (معرفة)                                          (مشبّه بالمعرفةِ لكونِه مضافًا)

 

  • اذا كان نكرةً غيرَ مفيدةٍ، وكان الخبرُ شبهَ جملةٍ (أي ظرفًا أو مجرورًا بالحرف)، مثل: إنّ للبيوتِ حرمةً. إنّ في الأمرِ سرًّا.

    إنّ                 تحتَ                         الترابِ                                     أجسادًا 

                                                                              

               خبر إنّ مُقدّم (ظرف)                                          اسم إنّ مؤخّر (نكرة غير مفيدة)

  • إذا كان فيه ضمير يعود إلى الخبر، مثل: إنّ لكلِّ قصةً أبطالَها. إنّ في المدرسة مُديرَها. ليت في الدارِ صاحبَها. إنّ للسيوفِ أغمادها.
  • إذا كان مقترنًا بلام التوكيد، مثل: إنّ في عينيه لَشَوقًا.

يُبطل عملُها:

  • إذا لحقت أواخرَها "ما" الكافَّة (وهي حرفٌ زائدٌ)، مثل: إنّما الصديقُ أخٌ. كأنّما العِلمُ نورٌ.

إلّا لعلّ فإنّها لا تدخلُ عليها ما إطلاقًا.

يجوز في ليتما الإعمال والإهمال، ويُرَجَّح أن تبقى على عملها، مثل: ليتما الربيعَ يدومُ.

أمّا "ما" المصدريّة" و "ما" الموصوليّة فإنّهما تُكتبان مفصولتين عن "إنّ واخواتها" ولا تبطلان عملها، مثل: إنّ ما فعلت خيرٌ. (والتقدير إنّ فعلَك خيرٌ). ومثل: إنّ ما عندك زائلٌ. (أي: إنّ الذي عندك زائلٌ). إنّ ما هو في الدارِ مُلكي. أي الذي في الدارِ. إنّ ما قلتَ مفيدٌ أي إنّ قولَكَ.

  • إذا خُفِّفَت نونُ إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ، مثل: لَحِقْتُ به ولكن لم أدرِكْه.

 

تُكسَر همزة إنّ: تُكسَر همزة إنّ وجوبًا حيث لا يمكن تأويلها بمصدر وإذا وقعت إنّ:

  • في ابتداء الكلام حقيقةً، مثل: إنّ الحقَّ واضحٌ. إنّ اللهَ كريمٌ.
  • في ابتداء الكلام حُكمًا، وذلك بعد الطلب، مثل: استيقظ، إنّ الفجرَ قد لاحتْ أنوارُه.
  • في ابتداء الكلام حُكمًا، وذلك بعد النداء، مثل: أيُها التلاميذُ، إنّ الامتحانَ قريبٌ.
  • بعد حتّى الابتدائيّة، مثل: كانت المسابقةُ صعبةً حتّى إنّ المجتهدين تذمّروا. ابتعَدَ المــَركِبُ حتّى إنّه لا يُرى.
  • بعد حرف تنبيه أو إلا الاستفتاحية، مثل: ألا إنّ الرياضةَ مفيدةٌ. ألا إنّ اللهَ حقٌّ. (إلا إنّهم هم السفهاء ...).
  • بعد فعل القول أو أحد مشتقاته، مثل: قال: إنّي أخافُ الله. إلّا إذا كان معنى الظنّ: " تقول انّ هذا صحيحٌ).
  • بعد "إذ"، مثل: أوجِز إذ إنّ البلاغةَ هي الايجاز. سافر إذ إنَّ بالسفرِ نجاحَكَ.
  • بعد "حيث"، مثل: أقِمْ في الريف حيث إنّ الهواءَ نقيٌّ. اذهبْ حيثُ إنّ الريحَ موفورٌ.
  • بعد "واو" الحال، مثل: قصدتُك وإنّي واثقٌ بكرمِك.
  • في جواب لقسم لم يذكر فعله، مثل: "واللهِ إنّكَ صادقٌ"، واللهِ إنّي لَصادقٌ. أو ذكر واقترن خبره باللام: " أُقسمُ باللهِ إنّكَ لصادقٌ.
  • إذا وقعت خبرًا عن اسم عينٍ أو صفة له، مثل: " المدينةُ إنّها بعيدةٌ، رأيت أميرًا إنّه أكرمَ الأُمراءِ".
  • إذا وقعت في موضع الحال، مثل: " قدمْتُ وإنّي على بيّنة من الخطرِ".
  • إذا وقعت في صدر صلة الموصول، مثل: " رأيتُ الَّذي إنّه فاضلٌ".
  • أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب وقد عُلِّق عنها باللام، مثل: علمت إنّ زيدًا لقائمٌ. فان لم يكن في خبرها لام فتحت: علمت أنّ زيدًا قائمٌ.

تُفتَح همزة إنّ: تُفتَح همزة إنّ وجوبًا إذا صحّ أن يسدّ مسدّها المصدر، أي في ما يلي:

  • إذا وقعت في موضع الفاعل أو نائبه، مثل: " سَرّني أنّك ناجحٌ، ذُكِرَ أنّك ذاهبٌ".
  • إذا وقعت في موضع المفعول به، مثل: "علِمتُ أنّك ناجحٌ" أي عملتُ نجاحَكَ.
  • إذا وقعت في موضع المبتدأ أو الخبر عن اسم معنى، مثل: عندي أنّك ناجحٌ، المصيبةُ أنّني لا أفهمُكَ". عجبتُ من أنّك قائمٌ أي: عجبتُ من قيامِك. عرفتُ أنّك قائمٌ. أي عرفتُ قيامَك.
  • إذا وقعت في موضع المجرور بالحرف أو المضاف إليه، مثل: آمنتُ بأنّه رسولٌ، يسرُّني خبرُ أنّك ناجحٌ".
  • بعد حتّى الجارة أو العاطفة، مثل: عرَفْتُ أسرارَك حتّى أنّك مسافرٌ غدًا".

يجوز الفتح والكسر:

  • بعد إذا الفجائيّة: " نظرتُ فإذا انّ أخاكَ قادمٌ".
  • بعد فاء الجزاء: " من يدرس فانّه ينجحُ". من يأتني فانّه مُكرَمٌ.
  • بعد القسم بدون لام: " أُقسم انّك تُجيبُ طلبي".
  • في موضع التعليل: " احذر الكَذب انّه رأس المعاصي".
  • بعد أمّا: " أمّا انّ الموتَ حقٌّ".
  • بعد لا جَرَمَ: " لا جَرَمَ انّك صادقٌ".
  • إذا وقعت خبرًا عن مبتدأ هو قول وخبرها قول أيضًا والقائل واحد: " خيرُ القولِ انّ اللهَ حقٌّ". وكلُّ وضع من هذه الأوضاع يؤوّل بحسب مقتض الحال.
  • أنّ لا تقع في أوّل الكلام، وهي تؤوّل مع ما بعدها بمصدر يخضع محلًّا لعوامل الإعراب: " سرّني أنّك مسافرٌ" أي سرّني سفرُكَ.

 

دخول لام التأكيد على:

  • اسم إنّ إذا كان متأخّرًا عن خبرها، مثل: إنّ في أسلوبِك لَسِحْرًا. إنّ في الامرِ لسرًّا. وتدعى هذه اللام " اللام المزحلقة" لأنّ لها صدر الكلام، وإنّ لها صدر الكلام أيضًا فكُره اجتماعهما، فزحلقت "اللام" مع الاسم المؤخّر.
  • خبر إنّ إذا كان متأخّرًا عن اسمها، وتُسمّى اللامَ المزحلقة أيضًا، مثل: إنّ كلامَه لعذبٌ. إنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيمٍ. أو ماضيًا جامدًا: " إنّك لبئسَ الرفيقُ"، أو متصرّفًا مقرونًا بــــــ قد: إنّك لقد أخطأت"، أو مضارعًا: " إنّك لتُضيِّعُ وقتكَ".
  • إذا كان خبر إنّ جملةً اسميةً جاز دخول لام التأكيد على مبتدئها أو خبره، مثل: إنّ كلامَك لوَقعُه شديدٌ. إنّ كلامَك وقعُه لشديدٌ. وتدخل لامُ التأكيد أيضًا على ضمير الفصل الذي يفصل بين اسم إنّ  وخبرها، او على ضمير الفعل مثل: إنّ هذا لهو الرأيُ. إنّ هذا لهو شيطانٌ رجيمٌ.

فوائد:

  • إذا وَلِيَ إنّ أو إحدى أخواتها ظرفٌ أو حرفُ جرٍّ واسمٌ مجرور كان اسمُها مؤخّرًا، مثل: إنّ هناك بئرًا.
  • يُحذفُ خبر "ليت" في تركيب "ليت شعري" إذا وليها استفهامٌ، مثل: ليت شِعْرِي متى يتنبّه الغافلون؟ (والتقدير: ليتَ شعري، أي: علمي، حاصلٌ).

 

 

editor1

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment