التبويبات الأساسية

الشاعر اميل نون

الشاعر اميل نون

إميل نون

قصائد بعطر البخور

في بيئة أسكرتها روح القداسة٬  وطبيعة حاكتها أنامل ربيع سرمديّ٬  ترعرع الشاعر إميل نون٬  يرشف الشعر مع مياه الينابيع٬  يقطفه من دوالي الكروم٬  ويلملمه في ظلال القطعان وسنابل القمح.

تعرّف اللبنانيّون على موهبته بداية عبر أثير الإذاعة اللبنانيّة وكان مركزها في السراي الكبير في وسط بيروت قبل أن تنتقل إلى مبناها الجديد في منطقة الصنائع.

تابع العمل في المبنى الجديد وما لبث أن لمع نجمه في عالم الشعر فراحت الإذاعات تتسابق لاستقباله واستضافة موهبته.

لم يقتصر حضوره الشعريّ على الإذاعة بل استقطبت قصائده عالم التلفزيون وخصّصت له برامج كان لها دورها في توجيه المجتمع اللبنانيّ.

من أبرز البرامج التي أعدّها وأذاعها في بداياته : برنامج ركن المزارع وبرنامج أرضنا الطيّبة٬  وهما كناية عن إرشادات شعريّة للمزارعين وتوجيهات عامة في سبيل حماية البيئة وتطوير العلاقة بينها وبين المواطن.

كذلك شارك عبر إذاعة لبنان في حوارات زجليّة مع مختلف الجوقات٬  وقدّم البرامج التالية: حكاية شعب لعصبة الشعر٬  شوية الشعر٬  البريد الأدبيّ وغيرها...

في عالم التلفزة٬  كان تلفزيون لبنان المنبر الأوّل الذي أنشد فيه أولى قصائده٬  وكانت الإطلالة الأولى خلال مؤتمر المغتربين المنتشرين في العالم والمتحدّرين من أصل لبنانيّ وسوريّ٬  حيث التقى مباشرة على الهواء مع رؤساء الوفود وألقى قصيدة ترجمت ووزّعت على المشاركين ونُشِرَت في الجرائد والمجلّات.

انتدبه تلفزيون لبنان٬  في مرحلة لاحقة٬  عضوًا في لجنة التحكيم في برامج خاصّة بالشعر. كما استضافته معظم محطّات التلفزيون لا سيّما تيلي لوميير ونيو تي في.

كانت ملفتة إطلالته الشعريّة في مهرجانات الحركة الثقافيّة في لبنان٬  ومنتديات الزجل٬  حيث كان يلقي كلمة الافتتاح باسمهما.

لمناسبة إحياء ذكرى مجزرة قانا٬ في شهر نيسان من سنتي 98و99 في مجمّع الرئيس نبيه برّي الثقافيّ في المصيلح _ الجنوب٬ طُلِبَ منه تقديم البرنامج على طريقته الخاصة وقد نُقِلَ المهرجان مباشرة على الهواء عبر أثير معظم محطّات الإذاعة والتلفزة اللبنانيّة.

علمًا أنّه ينشد الشعر للجيش اللبنانيّ بشكل خاص.

جريدتا "الشمس" و"الجمهوريّة" هما من الجرائد التي خصّصت له زاوية دوريّة في الصفحة الأدبيّة. في وقت نشرت قصائده معظم الصحف اللبنانيّة والمجلّات الشعريّة ومنها: "الأنوار"٬ "الديار"٬ "البيرق"٬ "الشعلة"٬ "صوت الجبل"٬ "الأدب الشعبيّ"٬ "المسرح"٬ و"صوت الشاعر" ومجلّة "الجيش" وسواها...

بعد أن مثّل نقابة عصبة الشعر اللبنانيّ لدى الحكومة فترة من الزمن انتخب أمين سرّ النقابة التي تحوّل اسمها نقابة شعراء الزجل في لبنان.

مثّل النقابة في مناسبات عديدة انتظمت على مساحة الوطن٬ وأنعشها بأفكاره التنظيميّة وعلاقاته الوطيدة بالشعراء. حضوره وحيويّته أدخلتنا إلى عمق العمل النقابيّ الجدّيّة والتميّز. وقد استفاد من موقعه النقابيّ ليجمع الشمل ويعوّض على الإهمال المزمن الذي يعيشه أرباب الشعر في لبنان بعد أن بثّ في صفوفهم روح التعاون والتآخي٬ جاهدًا في سبيل رفع مستوى الشعر اللبنانيّ وحماية الزجل والتراث الشعبيّ.

ألّف مجموعة كبيرة من الأغاني واشترك في تقديم وإحياء العديد من الاحتفالات الكبرى والبرامج الأدبيّة والشعريّة ومهرجانات الزجل.

هو ناشط ومسؤول في رابطة الأخويّات المريميّة وعضو مستشار في جمعيّة مار منصور دو بول.

انتخب رئيسًا لإقليم أخويّات بلاد جبيل٬ فزار كلّ قرى ورعايا الأبرشيّة٬ مختلطًا بهموم أبنائها منفتحًا على حاجاتهم. وكلّ رعيّة تحوّلت لفكره روحانيّة العميقة منبرًا  ردد صداه. أنشد القصائد الروحيّة في كلّ أقاليم لبنان بدءًا من بكركي مقرّ البطريركيّة المارونيّة وصولًا إلى كلّ الأرجاء اللبنانيّة. وقد جمعت رابطة الأخويّات كلّ تلك القصائد وعددها يناهز 1500 قصيدة٬ ونشرتها في كتاب واحد بعنوان "منبر الأخويّات".

هو حائز شهادة شكر وتقدير من وزارة الثقافة والتعليم العالي لمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني للثقافة الشعبيّة اللبنانيّة العربيّة في الأونسكو.

كما أنّه٬ خلال مسيرته الطويلة٬ تلقّى العديد من الرسائل والأوسمة تقديرًا لعطاءاته في حقل الشعر والزجل. وآخرها وسام الاستحقاق اللبنانيّ.

بحث في التاريخ والجغرافيا٬ أحيى التراث وأنعش بأفكاره المتنوّرة أطياف الحضارة اللبنانيّة.

رحلة في قصائده تجوال في آثار لبنان وكنوزه المتخفّية في أطياف المعابد والأديار والكنائس وعلى مدرجات القلاع والقصور وهياكل الماضي السحيق.

أربعون سنة من الكتابة ونظم الشعر٬ حتى أسكر الصدى٬ فتردّدت قصائده٬ على مساحة جغرافيا الوطن٬ من شماله إلى جنوبه٬ من جبله فسهله إلى ساحله فالشاطىء.

رسم على جسد الوطن المعذّب صليبًا من أحرف متوازنة٬ متحابة ومتراصّة٬ ممهورة بثوب المحبّة والأمل والرجاء.

هو جار القديس شربل٬ وشاعر الأخويّات المريميّة أعاد إلى ربوع الكنيسة المارونيّة شخصيّة ابن القلاعي بعد أن ألبسه ثوب القرن العشرين.

أنشد للكنيسة. فإذا بقصائده تحمل بين أسطرها٬ عطر البخّور٬ يدغدغ ضمائرنا النائمة٬ وكواهلنا المرهقة٬ وقلوبنا العطشى للحياة والنور والفرح.

واكب المجتمع اللبنانيّ في أحلك مرحلة عاشها طوال فترة الحرب المأساويّة.

هو ليس مجرّد ناشط إنسانيّ تعاطف مع قضايا المجتمع ومشاكله٬ بل هو قياديّ ملهم٬ كرّس ذاته وإمكاناته من أجل الخدمة العامّة والمصلحة الجماعيّة.

تأثّر بشكل لافت بالحرب وتداعياتها لاسيّما وأنّها هدّدت القيم الوطنيّة برمتها. هذا الواقع دفعه للتحرك على أكثر من صعيد. عمل بداية في سبيل ترسيخ الروح الإنسانيّة في المجتمع اللبنانيّ مستفيدًا من موقعه في رابطة الأخويّات وفي جمعيّة مار منصور دو بول٬ ليساهم في نشر حضارة المحبّة وروحيّة السلام والأخوة على مختلف ربوع الوطن الجريح٬ وليكافح ظاهرة الفقر المتفشّي داخل البيئة الاجتماعيّة اللبنانيّة لا سيّما في قضاء جبيل٬ حيث الحرمان بات تقليدًا كرّسته الحكومات اللبنانيّة في نهجها وآدائها.

أما الثقافة فاحتلّت بدورها موقعًا محوريًّا في نشاطه.

هو أحد أركان النهضة الشعريّة المعاصرة في لبنان. له موسوعة واسعة من القصائد والأناشيد. كما له أغنيات ملحّنة ومحفوظة في أرشيف الإذاعة اللبنانية.

أحيى الزجل وأعاد إليه رونقه وخصوصيته اللبنانية. وقد أصدر حتى تاريخه٬ مؤلفات شعرية هي "منبر الأخويات" و"لكل عيد قصيد" و "سائل إلى السماء"٬ بجزئية: "أفراح" و "أحزان".

ساهمت مساعيه في إحياء الشعر اللبنانيّ وإنقاذه من خطر الذوبان في بربريّة الحرب وتخلّفها.

في حركته الشعريّة٬ عبور في الدفء والأصالة والوطنيّة٬ نحو وحدة لبنانيّة سكنت بين جدران بيوت الشعر التي رنّمها الشعراء اللبنانيّون الآتون من مختلف مشارب الدين والانتماء السياسيّ والمناطقيّ.
في قضايا المجتمع كان رائدًا في الإصلاح والخدمة والعطاء. وفي مسائل الفكر كان نبض الشعر المعاصر٬ نفح فيه من روحه فأبقاه حيًّا يعبر بسلام فوق محيط هائج تمحو أمواجه كلّ ما تصادفه من أثر جميل.

(يراجع كتاب أعلام من بلاد الأرز 2009 الجزء الاوّل للكاتب أنطوان فضول ص242)

editor1

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment