التبويبات الأساسية

المحامي جوزيف ونيس: شخصية قيادية متمردة (مجلة برايفت 09/25/2015)

المحامي جوزيف ونيس: شخصية قيادية متمردة (مجلة برايفت 09/25/2015)

تلقى‭ ‬دروسه‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬العناية‭ ‬الدائمة‭ ‬ثم‭ ‬سعى‭ ‬وعمل‭ ‬بجهدٍ‭ ‬ليكون‭ ‬بين‭ ‬تلاميذ‭ ‬صفوف‭ ‬المعهد‭ ‬الأنطوني‭ ‬ليتخصّص‭ ‬بعدها‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬ويدرس‭ ‬الحقوق‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬اللبنانية‭ -‬‭ ‬جل‭ ‬الديب‭. ‬الأستاذ‭ ‬‮«‬جوزيف‭ ‬ونيس‮»‬‭ ‬المنحدر‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬متواضعة‭ ‬جداً،‭ ‬لم‭ ‬تُرهقه‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬لتقف‭ ‬بوجه‭ ‬أحلامه‭ ‬وطموحاته،‭ ‬بل‭ ‬جعل‭ ‬منها‭ ‬سلّماً‭ ‬يصعده‭ ‬خطوة‭ ‬بخطوة‭ ‬وبروحٍ‭ ‬نقية‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬والشوائب‭ ‬وبعزيمة‭ ‬متينة‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬لليأس‭ ‬والإستسلام‭ ‬أن‭ ‬يسدلا‭ ‬ستارهما‭ ‬عليها،‭ ‬فهو‭ ‬مؤمن‭ ‬بالعصامية‭ ‬والإتّكال‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬على‭ ‬الذات،‭ ‬لذا‭ ‬يجول‭ ‬بين‭ ‬أهداب‭ ‬نفسه‭ ‬وينطلق‭ ‬دائماً‭ ‬مما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬نتاجه‭ ‬العملي‭ ‬والمهني،‭ ‬بحيث‭ ‬لم‭ ‬يأته‭ ‬أي‭ ‬مرادٍ‭ ‬على‭ ‬أطباقٍ‭ ‬من‭ ‬فضةٍ‭ ‬وذهب‭ ‬بل‭ ‬ما‭ ‬ناله‭ ‬كان‭ ‬دائماً‭ ‬نتاج‭ ‬جهده‭ ‬وتعبه‭ ‬ونشاطه‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أي‭ ‬ملل‭ ‬أو‭ ‬كلل‭.‬

جوزيف‭ ‬لم‭ ‬يتّخذ‭ ‬القانون‭ ‬كدراسة‭ ‬ومهنة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬غاص‭ ‬في‭ ‬مناهل‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬ليتّقن‭ ‬فنون‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬والتّمحور‭ ‬في‭ ‬الأُطر‭ ‬الإنسانية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬لذا‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬كمحامٍ‭ ‬باباً‭ ‬يطرقه‭ ‬كل‭ ‬عابر‭ ‬سبيل،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬قضية‭ ‬أو‭ ‬مطلب‭ ‬محقّ‭ ‬بدون‭ ‬أي‭ ‬أتعاب‭ ‬أو‭ ‬مصاريف،‭ ‬بحيث‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬يأخذ‭ ‬تكاليف‭ ‬وأتعاب‭ ‬الدعوى‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬الخاص‭ ‬لكل‭ ‬صاحب‭ ‬قضية‭ ‬محقة‭ ‬وليس‭ ‬بإمكانه‭ ‬تكبّد‭ ‬مصاريفها،‭ ‬فهو‭ ‬متعارَف‭ ‬عليه‭ ‬بالمحامي‭ ‬صاحب‭ ‬اليد‭ ‬البيضاء‭ ‬الذي‭ ‬يسير‭ ‬مشوار‭ ‬المحاماة‭ ‬كرسالةٍ‭ ‬سامية‭ ‬ويدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المحتاجين‭ ‬والمظلومين،‭ ‬ففي‭ ‬جدول‭ ‬أعماله‭ ‬تأتي‭ ‬الإنسانية‭ ‬أولاً،‭ ‬مصطلح‭ ‬يعبر‭ ‬في‭ ‬نواة‭ ‬فطرته‭ ‬وجذور‭ ‬آدابه‭ ‬وأخلاقياته‭. ‬فبابه‭ ‬مفتوح‭ ‬دائماً‭ ‬لكل‭ ‬صاحب‭ ‬حاجة،‭ ‬فلا‭ ‬ينهر‭ ‬سائل‭ ‬ولا‭ ‬يرد‭ ‬محتاج،‭ ‬إذ‭ ‬يحاول‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬لديه‭ ‬وبالقدر‭ ‬المستطاع‭ ‬أن‭ ‬يلبّي‭ ‬الحاجات‭ ‬ويقوّي‭ ‬من‭ ‬عزيمة‭ ‬ومعنويات‭ ‬سائليه‭ ‬ومستشيريه،‭ ‬فهو‭ ‬واضع‭ ‬نفسه‭ ‬وكل‭ ‬إمكانياته‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬لذا‭ ‬فهو‭ ‬اليوم‭ ‬يلعب‭ ‬دوراً‭ ‬هاماً‭ ‬كوسيط‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬النزاع‭ ‬بهدف‭ ‬المصالحة‭ ‬والوصول‭ ‬الى‭ ‬حلولٍ‭ ‬ترضي‭ ‬المتخاصمين،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬نُصبَ‭ ‬عينه،‭ ‬ودرس‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬ليحوز‭ ‬من‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬اللبنانية‭ ‬للوساطة‭ ‬والتوفيق LAMAC‮»‬‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬الوساطة‭ ‬تُجيز‭ ‬له‭ ‬لعب‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬والقانوني‭.‬

رغم‭ ‬أن‭ ‬المحامي‭ ‬جوزيف‭ ‬ونيس‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الشباب،‭ ‬إستطاع‭ ‬بناء‭ ‬شخصية‭ ‬ناضجة‭ ‬ومثقفة‭ ‬جداً،‭ ‬وإندفع‭ ‬عائماً‭ ‬في‭ ‬مناهل‭ ‬الفكر‭ ‬وبحار‭ ‬العلوم،‭ ‬فقام‭ ‬بإصدار‭ ‬مجلة‭ ‬محلية‭ ‬إسمها‭ ‬‮«‬اللقاء‭ ‬الحدثي‮»‬،‭ ‬وخطى‭ ‬خطوةً‭ ‬مميزة‭ ‬هدفت‭ ‬لتأسيس‭ ‬حركة‭ ‬بإسم‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬لبنان‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬مقرّها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحدث،‭ ‬فهو‭ ‬مؤمن‭ ‬بالمواطنية‭ ‬الى‭ ‬أقصى‭ ‬الحدود،‭ ‬وحالم‭ ‬بلبنان‭ ‬جديد،‭ ‬ووطن‭ ‬يتأسّس‭ ‬على‭ ‬القاعدة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للحرية‭ ‬والسيادة‭ ‬والإستقلال،‭ ‬ويسير‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ويلبّي‭ ‬حاجات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الشعب‭ ‬المحقة‭ ‬والنظر‭ ‬والإلتفات‭ ‬الى‭ ‬تطلّعات‭ ‬الفئة‭ ‬الشابة‭ ‬وجيل‭ ‬المستقبل،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الرّكام‭ ‬ودمار‭ ‬الحقبات‭ ‬الماضية‭ ‬التي‭ ‬بُني‭ ‬عليها‭ ‬مفهوم‭ ‬الوطن‭ ‬والنظام‭ ‬السياسي‭ ‬للبنان،‭ ‬فهو‭ ‬مدافع‭ ‬دائم‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المواطن‭ ‬وعن‭ ‬حقوق‭ ‬الشباب‭ ‬ببناء‭ ‬مستقبل‭ ‬معاصر‭ ‬يلبّي‭ ‬طموحاته‭ ‬السياسية‭ ‬والإجتماعية‭ ‬وحتى‭ ‬الإقتصادية،‭ ‬ويترك‭ ‬لهم‭ ‬مساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائهم‭ ‬ومفهوم‭ ‬فكرهم،‭ ‬إضافةً‭ ‬الى‭ ‬فسحة‭ ‬أملٍ‭ ‬يحقّقون‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أحلامهم‭ ‬وطموحاتهم‭ ‬بما‭ ‬يرونه‭ ‬مناسباً‭ ‬لمستقبلٍ‭ ‬أفضل‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الكفاءة‭ ‬والحداثة‭ ‬ولمّ‭ ‬شمل‭ ‬الوطن،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬‮«‬الواسطة‮»‬‭ ‬والتقسيم‭ ‬المناطقي‭ ‬والفئوي،‭ ‬والتغريد‭ ‬خارج‭ ‬سرب‭ ‬الأحداث‭ ‬والتجاذبات‭ ‬السياسية‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وضع‭ ‬المحامي‭ ‬ونيس‭ ‬نقطة‭ ‬بداية‭ ‬له‭ ‬كي‭ ‬يستعدّ‭ ‬لخوض‭ ‬الإنتخابات‭ ‬النيابية،‭ ‬إيماناً‭ ‬منه‭ ‬بأن‭ ‬دور‭ ‬الشباب‭ ‬هو‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬يستطيع‭ ‬قلب‭ ‬المعادلات‭ ‬والحسابات‭ ‬الإنتخابية‭ ‬والسياسية‭ ‬للبدء‭ ‬بعملية‭ ‬التغيير‭ ‬والإصلاح‭ ‬وإيجاد‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬للبنان‭ ‬يُفضي‭ ‬إلى‭ ‬مستقبلٍ‭ ‬أفضل‭ ‬ووطن‭ ‬حقيقي‭. ‬ومن‭ ‬جهوزية‭ ‬المحامي‭ ‬الشاب‭ ‬لخوض‭ ‬معركة‭ ‬الإنتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬لم‭ ‬تأتِ‭ ‬محضّ‭ ‬صدفة‭ ‬أو‭ ‬بمجرد‭ ‬عمل‭ ‬سياسي‭ ‬يريد‭ ‬تجربته،‭ ‬بل‭ ‬بقناعةٍ‭ ‬ثابتة‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬شيءٍ‭ ‬مستحيل‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬سعياً‭ ‬صادقاً‭ ‬وإرادة‭ ‬حرة‭ ‬وصلبة،‭ ‬وطالما‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬وتطوير‭ ‬شخصه‭ ‬وفكره‭ ‬وثقافته‭ ‬وينمّي‭ ‬قدراته‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬فيه‭ ‬بصمةً‭ ‬لا‭ ‬تزول،‭ ‬فهو‭ ‬يعرف‭ ‬تماماً‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬وما‭ ‬مرّ‭ ‬به‭ ‬خلال‭ ‬حياته‭ ‬من‭ ‬ظروفٍ‭ ‬متقلّبة‭ ‬بين‭ ‬الإيجابية‭ ‬والسلبية،‭ ‬واكتساب‭ ‬معارف‭ ‬وثقافة‭ ‬وعلوم‭ ‬لثقل‭ ‬شخصيته‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدراته‭ ‬وثقته‭ ‬بنفسه‭ ‬وبمحبة‭ ‬الناس‭ ‬له،‭ ‬تجعله‭ ‬شخصاً‭ ‬مؤهلاً‭ ‬لخوض‭ ‬الإنتخابات‭.‬

أسرة التحرير

المصدر:

http://www.privatemagazine.net/ar/article/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AC%D9%88%D8%B2%D9%8A%D9%81-%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%B3-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%AF%D8%A9

ADMIN

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment