التبويبات الأساسية

نبيه أبو الحسن

 نبيه أبو الحسن

الفنان نبيه أبو الحسن
ولد الفنّان نبيه أبو الحسن في 16 نيسان 1934 في قرية بتخنيه قضاء بعبدا من والدين هما أحمد فارس أبو الحسن وشاهينة أبو الحسن.
ترعرع وسط عائلة مؤلّفة من 9 أولاد، 4 ذكور و5 إناث.
بدأ حياته الفنّية وهو في سنّ الرابعة عشرة. كان ذلك في مسرحيّاتٍ قدّمتها بعض مدارس الجبل. ومن هذه المسرحيّات “شعلة من الصحراء” لفريد مدوّر، وبعض مسرحيّات موليير مثل “البخيل” و"مريض الوهم".
سافر إلى مصر وحصل على ديبلوم في التمثيل. أولى إطلالاته كانت تلفزيونيّة حيث شارك في العديد من المسلسلات وأهمّها مسلسل "أخوت شانيه" الّذي لقي نجاحاً كبيرًا وكان المسلسل الأوّل منازع وكان الإنطلاقة الفعليّة له على درب الشهرة.
ثمّ انتقل إلى المسرح في مسرحيّات كان لها القسط الوافر من النجاح أبرزها : جحا في القرى الأماميّة، إنتظار غورو، والفرمان وغيرها.
تعاون مع كبار المخرجين والمؤلّفين كباسم نصر وجلال خوري وأنطوان غندور.
ونقل شخصيّة الأخوت إلى المسرح وجسّدها في عدة مسرحيّات عكست اتّجاهه الثوريّ والنقديّ كـ أخوت شانيه ونابليون، أخوت بالعربيّ، أخوت دوليّ، الأميرة والأخوت، عرس الأخوت، أخوت حتّى الحريّة وغيرها. حتّى أصبح وشوشو (الممثّل القدير حسن علاء الدين) من ألمع نجوم المسرح اللبنانيّ.
تميّز نبيه أبو الحسن بين جيله من المسرحييّن بمسيرةٍ طويلةٍ، عمل بلا انقطاع منذ أواخر الأربعينات، منذ مسرح المدارس ومسرح عيسى النّحاس والمسرح الإذاعيّ، حيث التقاه شكيب خوري لما كان مسؤولاً عن معظم الفِرَق والعاملين في المسرح، ويحظى بالعمل مع مُخرجين ومُدرّبين كبار.
عمل مع شكيب خوري في اثنين من أعماله الأولى، ومَثّل بإدارة برج فازليان في أهمّ أعماله أي "لعبة الختيار" و"الزنزلخت". شارك في إثنين من أهمّ أعمال مُحترف بيروت للمسرح هُما "المفتّش العام" و"مجدلون". واقترن صعوده بصعود جلال خوري وشارك في جميع أعماله العربيّة باستثناء العمل الأخير. كما اشترك مع شوشو في مسرحيّة "اللعب عَ الحبلين" التي اقتبسها ريمون جبارة وأخرجها برج فازليان، كما شارك في مسرحيّة “"فرمان" التي قُدِّمَت في إطار مهرجانات بعلبك، وكانت من تأليف ناديا تويني وإخراج روميو لحود.
الشخصيّة الكوميديّة لأبوالحسن نمت وتوضّحت بتوالي الأدوار ودخلت في أبعادها معظم الأدوار التي لعبها. وإذا حاولنا النّظر في ما يُشكّل عناصر شخصيّة اتّجهت نحو التنميط منذ دور جحا ارتسمت ملامح شخصيّة غريبة لا تنتمي إلى عالم العقلاء والراشدين لكن من دون أن تكون مجنونة بالمعنى الدّقيق. إنّها الشخصيّة المتحرّكة بحريّة بين المعقول وغير المعقول، تصطاد عناصر العقل والحكمة بالجنون وتفضح اللاّمعقول بتعقّلٍ مُفارقٍ.
المُخرجون الكبار الذي رسموا لنبيه أبو الحسن الشخصيّات التي خطّت دروبه الأولى قد أجادوا استغلال التّضاد في تكوين أبو الحسن، بين الجمود الجسديّ والروح المرهقة الحالمة.
بعد ذلك انتقل نبيه أبو الحسن إلى مرحلةٍ جديدةٍ في العمل المسرحيّ هي مرحلة الانتاج إضافة إلى التمثيل، وذلك بعد النجاح الفنّيّ الكبير الذي حقّقه في مسرحية جحا في القرى الأماميّة، ثم النجاح الإعلاميّ والجماهيريّ للمسرحيّة التلفزيونيّة أخوت شاناي، ولمسرحيّتي نابليون وأخوت شاناي والشاطر حسن اللتين ألفهما أنطوان غندور وأخرجهما برج فازليان وقدّمتا على مسرح الفينيسيا ببيروت. أنتج بعد هاتين المسرحيّتين مسرحيّة أخوت شاناي في الجبهة عام 1974، وقد اشترك في تأليفها ثلاثة كتّاب هم إبراهيم سلامة وأندريه جدعون وريمون جبارة. لكن جبارة هو الذي أشرف على الكتابة.
وفي ذاكرة احد اللقاءات مع أبو الحسن، قال عن تلك التنقّلات الفنّيّة: (أخوت شاناي شخصيّة متصادمة مع العالم. مرّة يكون عصبيّاً ومرّة إنطوائيّاً. أمّا القبضاي فهو دور صعب يحكي عن مفهوم البطولة في هذا العالم المُتخلّف، بينما في جحا فكان يهمّني الإنسان الذي يعرف كيف يتخلّص من مشاكل الحياة بذكاء ودهاء.
وعن نبيه ابو الحسن الإنسان كان يقول: نحن تسعة أشخاص في ظلّ أب وأم كنّا قانعين بالحياة الطيّبة التي نعيشها في بلدة (بتخنيه) وكان للأسرة نصيبها في المزارع والحقول وكنت أتحمّل شقاوة أخوتي وأتبنّى أيّ موقف أو حادث ما دامت المسألة لا تجرح كرامتي، كنت في الخامسة من عمري عندما صرت أرافق أمّي إلى الحقول وكنّا نغنّي طوال الطريق وفي ظلّ ذاك المناخ والطبيعة والوديان والجبال كان الجمال يتفاعل بداخلي وحملني لعالم الفنّ ونزلت إلى بيروت وكنت حينها في السابعة عشرة وكان سلاحي شهادة السرتيفيكا وواصلت تعليمي ليلاً والعمل نهاراً وتعلّمت الموسيقى في الكونسرفتوار وكنت توّاقاً للغناء والتلحين ثم عملت في الصحافة وحزت على شهادة (الهاي سكول) ثم تلقّيت منحة لأكمال علومي في النقطة الرابعة قسم الصحّة فأخترت تعلم الأنكليزيّة لكنّ الفن كان يتفاعل بداخلي فقدّمت إسكتشات وعزفت على العود).
نال عدّة أوسمة وجوائز تقديريّة من رؤساء جمهوريّة ووزراء وهيئات محلّيّة وعربيّة.
آخر أعماله كانت مسرحيّة (أخوت حتّى السلام) عام 1993. وبعد إنتهاء البروفات في المسرح، وقبل أسبوع من تقديم المسرحيّة، وفي طريق العودة للمنزل، توفّي نبيه ابو الحسن بحادث سير، قيل انّه كان مدبّراً ثمن مواقفه الجريئة ونظرته السياسيّة المباشرة تجاه لبنان وسيادته. هكذا قضى أبو الحسن شهيد الكلمة والفن الصادم الذي يحاكي وجع الشعب. بعد وفاته، قدّم شقيقه المهندس محمود أبو الحسن المسرحيّة بدلاً عنه، ليتحوّل نبيه، أخوت شاناي، لتمثال في بلدته بتخنيه!
رحل نبيه أبو الحسن في 2 كانون الأوّل 1993 فخسر المسرح اللبنانيّ أحد أهمّ رموزه وخسرت العائلة إبنها الظاهرة الّتي لن تتكرّر. وقد كُرّم بوسام رئيس الجمهوريّة بوسام الأرز من رتبة فارس وسط حزن رسميّ وشعبيّ.

editor1

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment