التبويبات الأساسية

يوبيل دير مار أنطونيوس الكبير 250 سنة

يوبيل دير مار أنطونيوس الكبير  250 سنة

يوبيل دير مار أنطونيوس الكبير

250 سنة

 

 

        افتتح رهبان ديرنا في الحدث – بعبدا مساء الخميس 16 كانون الثاني 2014 يوبيل 250 سنة لتأسيس الدير، في مساء عيد شفيعه، ببركة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي. الذي وصل عند الساعة الرابعة بعد الظهر، فاستقبله الرهبان والرابطات والكشافة والأهالي والأصدقاء، وحشد من أبناء الرعايا المجاورة، وسط عزف موسيقى قوى الأمن الداخلي، ورشّ الأرز والورود والتصفيق الطويل.

 

        وتوجّه غبطته إلى كنيسة الدير حيث صلّى وبارك الجميع، ثمَّ توجّه إلى قاعة الأب المدبّر يوسف الشدياق، يرافقه قدس الأب العام الأباتي داود رعيدي ورئيس الدير الأب المدبّر جورج صدقه ورهبان الدير والمدبّرون، وسيادة المطران سمعان عطاالله، وعددٌ من رؤساء البلديات، وتلامذة الصفوف الثانوية، فألقى عظة توجيهيّة، ثمَّ طرح عليه عدد من التلامذة عدّة أسئلة حول شؤون روحية وأخلاقية وتربوية ووطنية.

 

        وعند الساعة السادسة، وصل فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان إلى القاعة، استقبله الآباء اسكندر شهوان، طوني غانم، حنا خضرا، رامي الشُلَّمي، فرنسيس الجرماني، حيث رحّب به الجميع بالتصفيق، فاحتفل غبطة البطريرك بالقداس الالهيّ، يعاونه قدس الرئيس العام الأباتي داود رعيدي، ورئيس الدير الأب المدبّر جورج صدقه وقيّم الدير الأب اسكندر شهوان، ومدير المعهد الأنطوني الأب وسام حرب. وشارك في الحضور، النائب البطريركي المطران بول صيّاح، والمطران سمعان عطاالله، والمطران كميل زيدان، والمطران شكر الله نبيل الحاج، والمطران أنطوان نبيل العنداري. والمونسنيور نبيه الترس، والمونسنيور جوزف البواري. وشارك أيضًا الوزير مروان شربل، الوزير شكيب قرطباوي، الوزير ناظم الخوري، النائب ألان عون، شانت جنجيان، فادي الهبر، الوزير السابق سليم ورده، الوزير السابق خليل الهراوي، النائب ناجي غاريوس، النائب حكمت ديب، والوزير السابق ناجي البستاني والوزير السابق دميانوس قطّار قائد الجيش العماد جان قهوجي، مدير عام القصر الجمهوري أنطوان شقير، مستشار الرئيس الدكتور إيلي عسّاف، مدير مكتب الرئيس بسّام بطرس، قائد لواء الحرس الجمهوري العميد وديع الغفري، رئيس مكتب الإعلام في القصر الجمهوري أديب أبي عقل، مدير المراسم لحود لحود، قائد الدرك الياس سعاده، قائد منطقة جبل لبنان في قوى الأمن الداخلي العقيد جهاد حويك، محافظ جبل لبنان أنطوان سليمان، رئيس الجامعة الأنطونية الأب جرمانوس جرمانوي، قائد القوى السيّارة في قوى الأمن الداخلي العميد عبدو نجيم، رئيس بلدية الحدت جورج عون وشارك والآباء المدبّرون، وعدد من كهنة رعايا المنطقة والرهبان، والرئيسة العامّة للراهبات الأنطونيات الأم جوديت هارون والمدبّرات، ورئيس بلدية بعبدا هنري كرملّلو الحلو، ورئيس بلدية الشياح، ورئيس بلدية عاريّا، ورئيس بلدية الكحاله، ورئيس بلدية المريجات، وعدد من المخاتير، وشخصيات ثقافية وأصدقاء المعهد ورابطات المعهد، ومن أبناء الرعايا.

 

        وقبل البدء بالقداس، ألقى الرئيس العام الأباتي داود رعيدي كلمة قال فيها: "250 سنة مرّت على تأسيس هذا الدير، بدأها آل ياغي الحلو بالعطاء السخيّ، وكمّلها الرهبان الأنطونيون. سنوات مضت ولكن بصقل التلّة وجوارها والمؤمنين بالصلاة والروحانية والعمل الوطني والاجتماعي والتربوي والرعوي والانساني، ثمارها كانت منيرة، وتكاملُ الدير والمؤمنين كان مثالاً، وروحانيّتنا المارونية كانت وما زالت في أبهى تجلّياتها. ومنذ سنين مع فخامة الرئيس جار الدير، ومنذ المدرسة الحربية ولغاية اليوم، ومع الرهبان والراهبات ومع رئيس بلدية الحدت السيد جورج عون ورئيس بلدية بعبدا والأهل والأصدقاء وببركة غبطة البطريرك التي تحلّ علينا... نفتتح اليوبيل ليكون فسحة رجاء وأمل ومجال استعادة للتاريخ وللاعتراف بالأخطاء وتثمير الحاجات من أجل تجدّد روحي ورسولي، فنذخر ذواتنا من تراكمات لرسم مستقبل مشرق يعكس إرادة الحياة واللقاء مع الله والانسان من كل الاتجاهات مع المسيحيين إخوتنا وأبائنا، ومع المسلمين الذين وضعوا ثقتهم فينا، وأخذوا منّا من على هذه التلّة، وأخذنا منهم، شهيّة العيش المشترك. نفتتح اليوبيل مع رئيس الدير الأب المدبّر جورج صدقه والرهبان العاملين معه، واضعين أنفسنا في أيدي الله ليوجّه طريقنا إلى حيث يريد. فأهلاً بكم تفرحون معنا. أهلاً بكم لأنه بكم تكتمل دعوتنا وتكرّسنا ويبلغ اليوبيل ملأه".

 

        وبعد تلاوة الانجبل، ألقى غبطته عظة طويلة جاء فيها:"... ماذا أعمل من الصلاح لأرث الحياة الأبدية؟" فخامة الرئيس يسعدني أن أحييكم باسم قدس الأب العام، وحضرة رئيس الدير الأب المدبّر جورج صدقه، وباسم الأسرة الديرية والتربوية وهذا الحضور، إنكم تتقدمون الجميع لرفع الصلاة إلى الله لمناسبة عيد القديس أنطونيوس والاحتفال بيوبيل 250 سنة لتأسيس هذا الدير الذي يحمل اسمه. إنكم تضفون على المناسبتين بحضوركم رونقًا جميلاً ومعاني وطنية رفيعة. هو سؤال طالما طرحتموه على نفسكم أنتم يا فخامة الرئيس، هو السؤال الذي طرحه ذلك الشاب على يسوع، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ في مختلف حياتكم وأنتم على رأس الدولة اللبنانية. إننا نشكر الله معكم على كل ما حقّقتم من خير للبنان وشعبه... نسأل الله أن يكلّل مساعيكم بالنجاح...ومن أجل الاستقرار في وطننا وفي هذه المنطقة المشرقية.لقد كتب الدير صفحة مجيدة في تاريخ الرهبانية الأنطونية وتاريخ هذه المدينة والمنطقة، على جميع المستويات الروحية والرعوية والتربوية والاجتماعية، ذلك بشفاعة القديس أنطونيوس وصلوات الآباء والتزامهم الرهباني وشهادة حياتهم، فأشعَّ الدير كمنارة من هذه التلّة المطلّة على العاصمة والساحل والوسط والجبل. فكان المعهد الأنطوني والجامعة الأنطونية. ومن بعد أن دمّرته الحرب انبعث الدير من جديد بحلّة أجمل، وباندفاع رسولي: "إنّه سر الموت والقيامة الذي جعله المسيح الربّ نهجًا أساسيًا للكنيسة وأبنائها ومؤسساتها"، وتربوي أكبر، وتقوَّت معه الجامعة والمعهد.

 

 

        إننا نرفع معكم يا فخامة الرئيس، ومع الرهبانية الأنطونية الجليلة والأسرة الأنطونية، ذبيحة الشكر له وللقديس أنطونيوس على كل الخير الذي فاض من هذا المكان طيلة 250 سنة، ونرفعها ذبيحة استلهام وتجديد للعهد مع الله بأن يظلّ الدير والمعهد والجامعة والرهبانية، للكنيسة والمجتمع (رجاء جديد للبنان، رقم 45 وبأن يعضد هذا الاشعاع حياة الكنيسة ورسالتها)...

 

        كلّنا معكم يا فخامة الرئيس ومع الجمهور الكريم نقدّم أطيب التهاني والتمنيات للرهبانية الأنطونية، ذاكرين معهم الرهبان والراهبات المنضوين تحت روحانية القديس أنطونيوس، ويوبيل 250 سنة... ونسأل الله بشفاعته، أن نطرح على أنفسنا كل يوم سؤال ذاك الشاب: " ماذا أعمل من الصلاح؟"، وأن نلتزم مثل أنطونيوس باتباع المسيح على دروب المحبّة الكاملة".

 

        وفي الختام، ألقى رئيس الدير الأب المدبّر جورج صدقه كلمة جاء فيها: "ماذا تراني أقول في تراث هذا الدير الكبير؟ هل أتحدّث عن شعاعه الثقافي ومدارسه وجامعته التي أنشأها؟ أم عن مطبعته الفريدة ومجلّته كوكب البريّة"، أم عن دوره في إعلان النهضة الوطنية والموسيقية كأمثال الأب بولس الأشقر والأب ألبير شرفان المغيّب والأب المايسترو يوسف واكد؟ هل أتكلّم عن خرّيجيه رجالات لبنان، لاسيّما الذين ناضلوا في سبيل استقلال هذا الوطن؟ وما الصالون الأزرق ملتقى رجال السياسة والفكر في مطلع القرن العشرين خير دليل على ذلك، أم أتحدّث عن الخدمات الاجتماعية المتعدّدة ومنها المشاريع السكنية؟ أم عن نواديه الرياضية والثقافية، أم عن إشعاعه الروحيّ والرعويّ"...

 

        وأضاف الأب صدقه: "فيما نشكر لكم تلطّفكم، سيدي الرئيس في مشاركتنا يوبيلنا وفرحتنا، نتمنّى لكم التوفيق، حاميًا للدستور... لكي نشعر بأننا سياديون لا أتباع. أما أنتم يا صاحب الغبطة والنيافة، فشكرنا العميق لكم بإطلاق هذا اليوبيل ومباركته بحضوركم الشخصيّ، لعلّه يكون منطلقًا وتجدّدًا وإشعاعًا في مسيرتتا نحو الملكوت. إننا نرافقكم بصلواتنا لتبقوا دومًا، مثال الإقدام والشجاعة والقولة الحقّ، متمنيّن لكم إستمرار التألّق والريادة"...

 

        وفي ختام القداس، قدّم الأب العام لوحة زيتية للرئيس ميشال سليمان تتمثّل بالرئيس مصافحًا الكاردينال الراعي، كما قدّم الأب صدقه لوحة زيتية للكاردينال الراعي مثل اللوحة السابقة. ثمَّ توجّه المدعوّون إلى مأدبة العشاء وتم قطع قالب الحلوى في الدير، تكريمًا للمناسبة وللبطريرك وللرئيس، حيث قدّم الأب المايسترو يوسف واكد مجموعة مؤلّفاته الموسيقية إلى البطريرك وإلى رئيس الجمهورية. حيث هنّأ الرئيس، بكلمات معبّرة، الرئيس العام ورئيس الدير والرهبان.

في 22 كانون الثاني 2014

editor1

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment