أمسية موسيقية في الاميركية تحية للبروفسور أديب حوراني
أحيا رباعي المركز "QuatuorMusique del Tempo"أمسية موسيقية، تكريما لذكرى الأديب والكاتب البروفسور أديب حوراني، بدعوة من رئيسة "مركز سيليكتيوم للفنون والعلوم" ديديه حوراني، وبالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، في قاعة الأسمبلي، باللغة التي طالما عشقها الراحل الموسيقى الكلاسيكية، تلك التي كانت ترافقه في لحظات كثيرة من حياته، فنقلها لأولاده الذين سطروا نجاحات في حياتهم المهنية، تخطت حدود الوطن الصغير الذي أحب، فألهمته تلك الموسيقى بأجمل الكلمات التي زينت أوراقه البيضاء، وعناوين كتبه. تحية حملت بطيها استعادة لمسيرة مؤثرة لوالد نهل من قيمه الإنسانية والفكرية والعلمية والجمالية، ابنه المهندس والمايسترو العالمي منذر حوراني صاحب الإنجازات البنائية الاستشفائية الضخمة في أميركا، وعاشق الموسيقى يترجمها بقيادته لأوركسترا Virtuosi of Houston"، كذلك أولاده الذين تابعوا خطاه.
حضر الأمسية حشد من المدعوين من وجوه سياسية وديبلوماسية واجتماعية، في مقدمهم: رئيس الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، عائلة المكرم نجله الأستاذ إيلي حوراني وأحفاده وعدد من طلابه، بالإضافة إلى حشد من العمداء والأساتذة والجسم الطبي والشخصيات الثقافية والفنية المشجعة للموسيقى الكلاسيكية.
وأمام حضور تهيب مناسبة إستذكار شخصية فريدة، وبمرافقة لعازف الكلارينت السوري العالمي كنان العظمة، عزف الرباعي وضيوفه الموسيقيين من "أوركسترا روسيا البيضاء الفلهارمونية"، مقطوعة لموزارت وديمتري شوستاكوفيتش ، وأخرى من توقيع كنان العظمة.
وتخلل الأمسية كلمة ألقتها إبنته ديديه حوراني، عددت فيها صفات "الوالد الذي أدى دور الأب العاشق للثقافة والموسيقى، وهو الذي كانت له نظرة ثاقبة من خلال ما يريد من الأحسن، لتوجيهنا، ولتربية أولاده ثقافيا، والحرص على التربية الصالحة والمثالية، تقوم على العلم والفن، كأساس للقيم الأخلاقية التي تبعد الإنسان عن المادة، لتشجيعه إلى الإنطلاق إلى عالم الروحانيات من موسيقى وفنون وأداب تصقل النفوس"
أضافت: "كان مواطنا يكرس الوطنية الحقيقية بتعلقه اللامثيل له بوطن عشق وأحب. كما وهو أرث ثقافي ووطني يفتخر به، وموسوعة ، فطبع إسمه بذاكرة الوطن. من كان يدري أنه سيبوح لنا بذكريات، غير ما ترك لنا في كتابه الأخير "خواطر سامية""SUBLIME THOUGHTS" LESSEN THE HARDSHIPS OF LIFE". فكتاباته ملؤها نور، ومعانيه جمال وصور لطبيعة، ونحن أمامها نسأل: أي شغف يعتريه عند الكتابة؟ ترانا أمام والد عاشق مقيد بالجمال، جمال الطبيعة والكلمة الراقية والفكر النير وحب الوطن".
وتابعت: "هي ذكرى لرجل الحقيقة والفكر الكبير، ومن كان يردد "الإنسان بإنسانيته، الإنسان بعمله"، وهي تحية لمن دافع وبجرأة عن القيم الإنسانية، ومن كان بموقع العلم والتعلم مرجعا لنا وللآخرين، وداعيا للتبصر للمشاكل والصبر لحلها. هي تحية لمن لا ينتابه اليأس، ولمن يبقي معالم ومكارم الفكر النير والأخلاق العالية. وهو الذي خرج من تجاذبات الزمن كبطل أسطوري في تاريخ كان جزء منه وهو التاريخ لنا".
وإستذكرت وصيته "أن تفتحوا الآفاق للفكر والعلم، لتحققوا أمالكم الكبيرة، ولا شيء يمنعكم في ما بعد من وصولكم المبارك لأهداف وضعتموها لأنفسكم سابقا لإنها أهداف نبيلة".
وختمت حوراني: "ثمة رجال يأتون إلى هذه الحياة قبل زمانهم، ويتركون آثارهم الفكرية على عديد من الأجيال. ووالدي هو من هؤلاء الرجال، أديب وشاعر وموسوعي وإنساني إلى أقصى الحدود. وهو الذي كان داعيا للتقريب بين المجتمعات والمذاهب والاخاء بين الأمم. فكان الحالم بحضارة كونية تتلاقى في ما بينها ليعم السلام. كان المطالب بحماية الحضارات المتنوعة والمتميزة لدى الإنسانية والحفاظ عليها كي لا تذوب".