"حدث بيروت في التاريخ"
العميد الركن المتقاعد ميشال أبي غانم وقّع كتابه "حدث بيروت في التاريخ"
الأربعاء 18 نيسان 2012 في كنيسة مار جرجس الخريبة _ الحدث:
وقّع العميد الركن المتقاعد ميشال أبي غانم كتابه "حدث بيروت في التاريخ"، في إطار احتفالات رعيّة مار جرجس الخريبة _ الحدث، بعيد شفيعها، في صالون الكنيسة، في حضور النائب السابق بيار دكاش، رئيس جامعة الحكمة الأب كميل مبارك، مدير مدرسة الحكمة _ برازيليا الأب عصام ابراهيم، خوري رعيّة مار جرجس الأب بيار أبي صالح، رئيس البلديّة جورج عون، وعائلة العميد غانم وحشد من أبناء البلدة ومهتمّين.
بداية تقديم من الشاعر وليام حسواني للكاتب فاكّد أنّ الحدث "بلدة غنيّة بأرضها وخيراتها وغلالها، وبأبنائها الذين يبرعون في المجالات كافة".
ثمّ تحدّث الأب أبي صالح، فقال: "عرفت الجنرال أبي غانم منذ فترة طويلة في هذه الرعيّة، رجل المواقف الشجاعة والملتزم الثابت على صخرة الإيمان، وها نحن اليوم نعمل معًا في الحقل الرعويّ، يقدّم لنا أفكاره النيّرة ويساعدنا في إنجاز احصاءات الرعيّة، ونلتقيه في كلّ يوم خلال القدّاس المسائيّ، خصوصًا في أخويّة قلب يسوع، الذي كرّس له حياته وعطاءاته. أحبّ كنيسة الرعيّة، وشاء أن يعود الريع الماديّ لنتاجه الفكريّ لدعم مشاريع الكنيسة، وهي بادرة تدلّ على كرم في الأخلاق والعطاء".
وقال الأب كميل مبارك: "المجتمع الذي تدافع عنه الكنيسة وتريد بناءه، فهو مجتمع تكون مؤسّساته والعلاقات فيه منظّمة وفاعلة في خدمة الإنسان، مجتمع يتألّف من أشخاص أحرار، متساوين، مسؤولين، كلّ ذلك لتبقى الكنيسة وفيّة للمبادئ التي عاشتها في تعاطيها مع القضايا التي واجهتها عبر تاريخها، خصوصًا إنّ هذه الثوابت تتلاءم مع المبادىء الأساسيّة لما يعرف بتعليم الكنيسة الاجتماعيّ، وهذه المبادىء تتلخّص بالتضامن بين الناس بعضهم مع بعض، والعزم الدائم من أجل الخير العام ومواجهة الخطر المحدق بنا".
أضاف: "كذلك المح الكاتب إلى مبدأ العدالة، ولا تعني إنّ كلّ البشر متساوون في كلّ شيء، ولا تعني كذلك العدالة التوسيعيّة، وهي لا تعني البشر، بل هو كان يعني العدالة التضامنيّة التي تعني إنّ كلّ البشر متساوون في بنوّتهم لله وفي كرامتهم الإنسانيّة، وعلى كلّ أبناء بلدة الحدث وكذلك كلّ البشر، لأنّ ما يصحّ على بيتك يصحّ على الوطن، وعلى الناس أجمعين أن يعوا جيّدًا إنّ هذه العدالة التي تتساوى الناس بالكرامة، تسقط العداوة والخلافات والنفور وتحلّ محلّها العلاقات البنيانيّة التي تنظر إلى ما يريد أن يكون في بيت كلّ إنسان، هو أن يشعر كلّ فرد منا بالمسؤوليّة في كلّ مكان وإنّه اليوم أفضل من الأمس وإنّ الغد سيكون أفضل من اليوم، فيكون عندها التضامن والعدالة والخير العام".
ثمّ تحدّث النائب السابق بيار دكاش، فقال: "آن لنا أن نعي ونستفيق من ثباتنا وأن نستخلص العبر من كلّ التجارب التي خبرناها في غفلة من الزمن، وفي غياب الرأي العام اللبنانيّ المتخلّف والعربيّ المتجاهل والعالميّ المتآمر لإنقاذ لبنان".
أضاف: "أعترف بأنّنا حاولنا جاهدين ومتعاونين مع العميد صاحب هذا الكتاب، وقد لعب دورًا هامًّا، وعملنا سويًّا مع فريق عمل مندفع ومخلص من أبنائنا مشكورين، للوقوف في وجه هذه الهجمة التي تشبه التسونامي ولم نلق تجاوبًا بكلّ أسف والحزن يعتصر قلوبنا، لا من الهيئات السياسيّة ولا الروحيّة ولا من الإدارات المعنيّة ولا من القوى الشعبيّة، سوى الدعاء لنا بالتوفيق والصلاة وتشجيعنا لإنجاح مهمّتنا، دون أن يمسّوا هذه الأحمال بأطراف أصابعهم".
وختم: "استوقفتني الخاتمة في الكتاب، التي تقول: مسيرة النموّ في اضطراد والتفجير الديموغرافيّ تزداد وطأته انتشارًا، ليرسم الكثير من علامات الاستفهام حول المصير، ولن يبق سوى الانفتاح على الآخر، وهو أفضل الحلول، وبناء الثقة معه ضمن صيغة تعايش تراعي احترام خصوصيّات التنوّع الثقافيّ والحضاريّ، لمجتمع غنيّ بطوائفه يسوده الاستقرار، وهذا يتطلّب اختيار النخبة لمن يؤتمن على تقرير مصير الأجيال المقبلة وتثقيفها، للحفاظ على الأمن والسلم الأهليّ ورسالة لبنان".
ثمّ تحدّث الدكتور يزبك، وقال: "إن هذا الكتاب غنيّ جدًّا بالوثائق التي تضمّنها، وهي وثائق لا نجدها بسهولة في أيّ مكان أو في أيّ مكتبة، لا سيّما عن بلدة الحدث"، داعيًا أبناء الحدث إلى "التوحّد على الرغم من تباين الآراء، كي نحافظ على قيمنا وإلّا ضاع كلّ شيء".
بدوره، تحدث العميد أبي غانم فقال: ""أصبحت بلدتنا في بداية القرن الواحد والعشرين شبه مدينة، يقطنها ما يزيد عن مئة ألف مواطن، وهي تستعدّ للالتصاق بالعاصمة لتصبح دائرة تابعة لها. لذا اقتضى بحثنا التاريخيّ أن يكون مرجعًا لمن يريد الإطّلاع على مجريات الأحداث التي حصلت في بلدة الحدث منذ ثلاثة قرون، بعد أن دوّنتها بصورة دقيقة وموضوعيّة وتجرّد دون أن نهمل أيّ وثيقة أساسيّة أو مرجع ضروريّ من كتابات ولقاءات مع أدباء ومؤرّخين ومفكّرين، آملًا انّني أوفيت البحث عمقه الدراسيّ".
(يراجع في ذلك موقع ليبانون فايلز الالكترونيّ: