زينة الميلاد
زينة الميلاد
قبيل حلول عيد الميلاد، يبدأ الناس بتزين المنازل والكنائس والشوارع الرئيسيّة والساحات والأماكن العامّة في المناطق التي تحتفل بالعيد، بزينة خاصّة به. عادة يعتبر اللونان الأخضر والأحمر هما اللونين التقليديّين للإشارة إلى عيد الميلاد.
يرمز اللون الأخضر "للحياة الأبديّة" خصوصًا استخدامه للأشجار دائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها سريعاً، في حين يرمز الأحمر ليسوع نفسه.
رافق احتفالات عيد الميلاد "سانتا كلوز" المرح بتوزيع الهدايا للأطفال. وكان القديس نيكولاس من آسيا الصغرى أوّل من فعل ذلك خلال القرن الرابع.
تاريخ نشوء زينة الميلاد قديم للغاية، وقد يرقى إلى القرن الخامس عشر، حين انتشرت، في لندن تحديدًا، عادة تزيين المنازل والكنائس بمختلف وسائل الزينة التي تشمل شجرة العيد وهي رمز لقدوم يسوع ( عليه السلام) إلى الأرض من ناحية، وهو حسب التقليد يجب أن تكون من نوع شجرة اللبلاب والتَنّوب بحيث ترمز ثمارها الحمراء إلى دم يسوع، وشوكها إلى تاج الشوك الذي وُضع على رأسه خلال محاكمته وصلبه وفق ما ورد في "العهد الجديد".
يلحق بالشجرة عادة، مغارة الميلاد، وهي أقدم من الشجرة تاريخيًّا، إذ كان تصوير مشاهد ولادة يسوع منتشرًا في روما خلال القرن العاشر، وكان القديس فرنسيس الأسينري قد قام عام 1223م، بتشييد مغارة حيّة، ووضع فيها رجلاً وامرأة لتمثيل مريم ويوسف وطفلاً لتمثيل يسوع مع بقرة وخروف وحمار، كما جاء في نبوءة أشعيا حول المسيح.
وبعد مغارة القديس فرنسيس، إنتشر هذا التقليد في أوروبا ومنها إلى مختلف أنحاء العالم، وهي تمثّل حدث الميلاد.
وإلى جانب الشجرة والمغارة، فإنّ الأجراس والسلاسل الذهبيّة والكرات الحمراء وندف الثلج وأكاليل أغصان دائمة الخضرة، والشموع اللولبيّة ونماذج الملائكة وحلوى القصب والجوارب الحمراء، والنجوم _ رمزاً لنجم بيت لحم _ تعتبر من صميم زينة الميلاد التقليديّة.
ويشمل ذلك أيضًا وجوه اصطناعيّة لبابا نويل وغزلانه، حيث درجت التقاليد الشعبيّة على اعتباره قادمًا على متن عربة يجرّها الغزلان، أمّا الأكاليل من الأغصان دائمة الخضرة، فتوضع عادة على أبواب المنازل أو النوافذ لإظهار أنّ المسيحيّين يؤمنون بأنّ يسوع هو نور العالم.
وسوى ذلك، فإن تزيين الشوارع بلافتات خاصّة وسلاسل ضوئيّة على طول الشارع ووضع أشجار الميلاد في أماكن بارزة، تعتبر ضمن زينة الميلاد، فضلاً عن الساحات ومناطق التسوّق.
وقد تزايدت زينة عيد الميلاد، وتنوّعت أشكالها وزخارفها واقتبست من التقاليد المحلّيّة والموارد المتاحة في مختلف أنحاء العالم.
ولا بد من الإشارة إلى أنّ أوّل محلّ تجاريّ متخصّص بزينة الميلاد، إفتتح في ألمانيا خلال عام 1860، وسرعان ما تكاثرت هذه المحلّات، وتنافست حول أجمل زينة مقدّمة للميلاد.
لا يوجد تاريخ محدد لوضع زينة الميلاد، غير أنّ المتعارف عليه أن يبدأ في مطلع أول كانون الأول. أما وضع شجرة الميلاد فيرتبط تقليدًا بليلة العيد، أي عشيّة 24 ديسمبر ... .
(يراجع في ذلك كتاب "الحنين الى بيروت ص 76)