نشروها على سطوح بيروت
نشروها على سطوح بيروت
من المصطلحات الشائعة على ألسنة اللبنانيّين، قولهم عن امرأة، حامت حولها الشكوك ولاكت سمعتها الألسنة:"نشروها على سطوح بيروت".
ويقول عالم ثقة إنّ غابة الصنوبر، جنوبيّ مدينة بيروت كانت حتى منتصف القرن العشرين، منتزه أهالي المدينة، تنتشر في أفيائها مئات العائلات، لتمضية أكثر ساعات النهار.
وكان القادمون إلى غابة الصنوبر يحضرون معهم مختلف أنواع الأطعمة والأشربة، فتتعمّر الأراكيل بسرعة، ويتحلّق حولها الرجال الذين كانوا يتعارفون ويتداولون شتّى الأحداث.
كذلك النساء، سرعان ما يلتئم حلقاتهنّ وتُرفع الكلفة بينهنّ، فيجدن في غابة الصنوبر متنفّسًا لأقوالهنّ وأفكارهنّ، لأنّ المحاذير الاجتماعيّة المسيطرة، في ذلك الزمان، على حياة وتصرّفات المرأة في المدينة، تخف كثيرًا في رحاب الغاب، وتنشط عندئذ الإشاعات والخبريّات:
- هل سمعتنّ أنّ إبنة فلان شوهدت وحدها ليلة أمس في محلّة كذا؟
- يا عيب الشوم، شو هالجرصة!
- وماذا فعل إخوتها بها؟
هكذا كانت تنشر الأخبار بين الناس، وما زلنا نقول حتى الآن، إذا أردنا التشهير بأحد الناس:"رح ننشرو على صنوبر بيروت".
( يراجع في ذلك، كتاب "الحنين الى بيروت" الجزء الثاني صفحة 13)