أكرم الأعور رئيس بلدية قبّيع
أكرم الأعور رئيس بلدية قبّيع
هي ملجأ للهاربين من لهيب الصيف وضجيج المدن، هي بلدة الاصطياف الأولى بشهادة كلّ من يزورها للاستمتاع بهوائها النقيّ وطبيعتها الساحرة... فبين أشجارها تجد الراحة والصفاء، وفي أحضانها تجد الهدوء والسلام. إنّها بلدة قبّيع المتنيّة، بلدة «البيارتة» المفضّلة، ها هي تستعدّ لاستقبال ضيوفها على أبواب فصل الصيف. أسرة مجلّتنا زارت البلدة وألتقت رئيس بلديّتها الأستاذ أكرم الأعور للحديث عن آخر التحضيرات والإنجازات التي شهدتها البلدة في الفترة الأخيرة.
_ في البداية كيف تعرّف القرّاء عن بلدة قبّيع؟
قبّيع هي في الأساس بلدة الاصطياف الأولى في المتن، مناخُها جميلٌ جدًّا حيث تجد فيها الكثير من شجر السنديان والصنوبر والصفصاف، مساحتها تبلغ 3.5 كلم2، وتبعد عن بيروت نحو 25 كلم.
_ بماذا تشتهر هذه البلدة؟
تمتاز قبّيع حاليًّا بكونها بلدة الاصطياف الأولى، غير أنّها في السابق كانت تشتهر في العنب ومعاصر الدبس ولكنّها مع الوقت تحولّت إلى بلدة اصطياف بامتياز.
_ بالنسبة لبلدية قبّيع، هل هي قديمة أو مستحدثة؟
إنّ بلديّة قبّيع قديمة، تأسّست في خمسينات القرن الماضي وبالتحديد في العام 1954.
_ ما هو موقفكم من اللامركزية الإدارية، هل تؤيدونها؟
نحن بالتأكيد نؤيّد اللّامركزيّة الإداريّة، لأنّ رئيس البلديّة يقف كالمتسوّل على أبواب الوزارات، يحمل ملفّاته ويدور بها. من هنا ضرورة إقرار اللامركزيّة التي تسّهل عملنا وتُتيح لنا تنفيذ رؤيتنا وخططنا وبرامجنا. فالاستقلالية مطلوبة في إطار تنشيط وتطوير العمل البلديّ الإنمائي، وهنا أوضّح أن اللاّمركزيّة لا تعني غياب الرقابة أبدا ً.
_ كيف تصفون العلاقة مع وزارة الداخلية؟
العلاقة مع الداخلية ممتازة وفي أحسن الأحوال، هناك تعاونٌ تام وسرعة في البتّ بالملّفات.
_ أيّ صعوبات تواجهون كبلديّة؟
في الحقيقة لا توجد صعوبات فعليّة طالما التصميم والإرادة والرؤية الواضحة موجودة. إنّما الصعوبات تكمن في الروتين الإداريّ المتعب والمملّ الذي تتبعه الوزارات، فهناك ملّفات تنام في الأدراج لفترات طويلة، إضافة إلى غياب الإنماء المتوازن. فالبلديّات الصغيرة نسبيًّا تعوّل على الصندوق البلديّ المستقلّ وهذا الصندوق لا نعرف متى يفتح. هناك أيضًا مشكلة النفايات التي تشكّل أزمة حقيقيّة بالنسبة لنا.
_ طالما ذكرت الموضوع، كيف تعاملتم كبلديّة مع هذه الأزمة؟
لقد كنّا من أولى البلديّات التي بادرت للقيام بعمليّة الفرز حيث قمنا بتوزيع المستوعبات اللّازمة وأجرينا حملة توعية للمواطنين، كما عمدنا إلى الطمر في مطمرٍ بيئيٍّ نسبيًّا لفترة محدودة حين إشتدّت الأزمة.
_ ألا تعتقدون أن حلّ هذه الأزمة يقع على عاتق الدولة؟
لن أدخل في السياسة وزواربيها، فهذا هو البلد وهذه هي تركيبته، إنما نحن كبلديّة لا نستطيع ترك النفايات في الشوارع، ذلك أنّ أقرب سلطة للناس هي البلديّة، وهي أوّل من يسمع صرختهم وشكواهم، وبالتالي لا بدّ من أن نعمل ما في وسعنا ونعمل كما يملي علينا ضميرنا لإرضاء الناس وتلبية احتياجاتها.
- ماذا تخبرنا عن تجربتك في الشأن العام؟
هذه ولايتي الثانية كرئيس بلديّة، وبرأيي لا يوجد رئيس يرضي كلّ الناس وهذا طبيعيّ، لكنّ نجاحه يرتبط بمقياسٍ معيّن، إذ يجب عليه أن يكون متواجدًا فعليًّا بين أهله وأبناء بلدته ليستمع إلى مشاكلهم وهمومهم، ويكون شفّافًا إلى أبعد حدود. في لبنان يعتبر المواطن انّ مجرّد اتّصاله برئيس البلديّة تحلّ قضيّته لكنّ الأمور ليست بهذه البساطة، و مع ذلك لا بدّ من البقاء إلى جانب الناس. أيضًا هناك فريق العمل الذي يلعب دورًا في نجاح المجلس البلديّ ورئيسه، إذ يجب أن يكون نفَسًا واحدًا ويشكّل سندًا لرئيس البلديّة.
_ لمن كانت كلمة الفصل في الإنتخابات البلديّة الأخيرة، للأحزاب أو للعائلات؟
المعركة اتخذت طابعًا عائليًّا، فالأحزاب كان لها رأيٌ إنّما المعركة بحدّ ذاتها لم تكن حزبيّة، ونحن تلقّينا دعمًا وتأييدًا من كافة الأطراف، من الحزب التقدميّ الاشتراكيّ إلى الحزب القوميّ السوريّ والعائلات.
_ هل عانيتم من مشكلة النزوح السوريّ؟
مشكلة النزوح السوريّ قائمة، فوجودهم فُرِض علينا. نحن كلبنانيوّن لا نستطيع إلغاء حسّنا الإنسانيّ ذلك أنّنا شعبٌ مضيافٌ بطبيعة تكوينه، إنّما لا شكّ انّ هناك عبءٌ كبيرٌ، لا سيّما على مستوى شبكات الصرف الصحّيّ والنفايات والمياه لكن والحمد لله لا يوجد مشاكل أمنيّة، ونحن نتابع الوقائع على الأرض ونواكب المستجدّات.
_ ماذا على صعيد العمالة، ألا تعتقدون أنّ هؤلاء باتوا ينافسون اللبنانيّ في لقمة عيشه؟
نحن أصدرنا تعميمًا لتنظيم العمالة السوريّة، لكن في الحقيقة لا أرى أن حلّ هذا الموضوع يتوقّف على البلديّة، فهذا مشروعٌ يقع على عاتق الدولة ككلّ. وهنا أشير إلى أنّ وزير العمل أصدر تعميمًا في هذا الخصوص ونحن نتعامل معه بطريقة إيجابيّة. لكنّ البلديّات لا تملك اليوم الأجهزة الكافية والوسائل التي تخوّلها تطبيق هذا التعميم بشكل كامل، فهي تعمل ضمن إمكانيّاتها المحدودة. وبالنسبة للمزاحمة فاللبنانيّ يتحمّل أيضًا جزءًا من المسؤوليّة، فهو يجب أن ينافس ويصارع للحفاظ على لقمة عيشه من هنا يجب عليه أن يعيد دراسة أسعاره حتى يتمكن من الاستمرار.
_ ألا تتلقّون أيّ مساعدات ماديّة في هذا المجال؟
نحن كبلديّة لا نتلقّى أيّ مساعدات ماديّة، هناك جمعيّات موجودة وتعمل على الأرض وهي تتعاطى مع النازحين بشكلٍ مباشرٍ.
_ ما هي الإنجازات التي حقّقتموها لقبيع؟
بالنسبة إلى الإنجازات فهي كثيرة، فنحن خضنا الإنتخابات تحت شعار إنماء البشر قبل الحجر والناس هنا مرتاحة في الإجمال. من ناحية أخرى وعلى صعيد المشاريع الإنمائيّة فقد أنجزنا بئرًا إرتوازيًّا مع محطّة تكرير كما عمدنا الى تحديث شبكة المياه وبذلك نكون تخطّينا هذه الأزمة حيث يتمّ ضخ 1200 مترًا مكّعبًا يوميًّا. في موازاة ذلك عملنا على توسيع العديد من الطرقات وتأهيلها، وبالنسبة للتمويل فأحيانًا يكون مصدره وزارة الطاقة والموارد وأحيانًا وزارة المهجرين، وهناك أيضا ً مشروع قيد الإنجاز بتمويل من الصندوق الكويتيّ وهو عبارة عن استحداث وشقّ طرقات مع أرصفة وزفت على الخطّ العام الذي يربط قبّيع بصوفر. إضافة الى ذلك نحن بصدد شقّ طرقات في أسفل البلدة حيث أنهينا دراسة مشروع توحيد المدافن وبات جاهزاً للتنفيذ كما استطعنا تأمين جزءًا من تمويله، إنّما أكبر مشروع لدينا حاليًّا هو بناء مبنىً بلديًّا، ذلك أنّ مشروعا ً كهذا يحتاج إلى توفير الموارد الماليّة المناسبة.
_ ما هي استعداداتكم للصيف؟
هناك مهرجانٌ سنويٌ للبلدة نقيمه في كلّ صيف تحت اسم عيش قبّيع، وقد أسسّته البلديّة السابقة وتشكلّت لجنة خاصة به تهتمّ بكافة تفاصيله. إنّما هذه السنة لدينا قلقٌ وحيرة، ذلك أن وضع الإنتخابات النيابيّة غير واضحٍ حتى الساعة. فالبلديّة هي من يقوم بتغطية التكلفة الماديّة للمهرجان حيث تتخطى ميزانيته الـ 100 مليون ليرة ويتمّ استرداد هذا المبلغ من عائداته، إنّما حتى الآن نحن في حالة من الإرباك في هذا المجال، إذ ليس بمقدورنا المخاطرة في دفع هذا الرقم من دون ضمان استرداده، فنحن فعلا ً بحالة من الضياع بانتظار ما ستؤول إليه الأحوال بالنسبة للانتخابات النيابيّة.
(براجع مجلة برايفت ماغازين العدد تاريخ 27/6/2017)