Comments ( 0 )
لبنان هو الدماغ والقلب، للمشرق، وقديمًا للعالم
الإنسان؛ قالَها علماء كبارُ منهم جاك بِزَنسون. وتأكدنا من صحّتها علميًّا.
قِوامُ جغرافيّتنا سلسلتا جبالِ لبنان الغربيةِّ والشرقيّةِ (أنتي لبنان _ حرمون)، الحاضنتان منخفَضًا يُعرف بـِ "سهل" البقاع؛ والمُشرِفتَان، غربًا على شاطئ هو "دُرّةُ المتوسّط الشرقيّ"، وشَرقًا على "بادية الشام". امّا نحن فنُشبهُه بجسمٍ متكاملٍ، دماغُه مدُنُنا، أُمّاتُ الحضارةِ، ومنها: بيروت، عدن _ اهدن، بعلبك _ هليوبوليس، زحلة، جبيل _ بيبلوس، صور، صيدون، طرابلس، قانا الجليل ... وصَدرُه هَضْبَتُه الوسطى، أمّا قلبُه فتضمُّه ذِراعا جبالِنا، النابضةِ دومًا باسمِه، والمتطلَّعةِ الى الفَوق.
سمّى النّبي موسى وطننا "الجبل السَّعيد"، الذي "يسيلُ لبنًا وعسلًا" (تثنية 25:3؛ عد 27:13)، والنبي حزقيال قاله "عدن، جنّة الله المقدّسة" (28:13 و14؛ 31:16)، و" أجملَ البلدان" (6:20)؛ ووصفه القديس جيروم (في شرحه زكريا 11:3) بأنّه "الأعلى والأنضرُ والأخصبُ في الأرض المقدّسة" والأب مارتن(9) اعتبره بلد "أفخم نبات تحتَ أجملِ سماء"؛ والجيولوجي دوبرتري(10) عدّه "منظومة المنطقة العصبيّة"... وقال الجغرافيّ دي فوما(11) أنّه "يملك سلطانًا ليس فقط على كامل الشرق الأدنى بل الأوسط"، بجبالِه وصحاريه وشتّى بلدانِه. وعنون بوشار مؤلَّفه القيِّم عنه: "الجغرافيّة المقدّسة"(12) .
مساحة لبنان 10425 كلم2، وهي مساحته الدُّنيا، ولا يجوزُ أن تصغُرَ أكثرَ مما هي، عِلماً أنها بلغت ابّانَ نهضاته، وآخرُها نهضةُ فخر الدّين الثّاني العظيم(13)، حتى 300 ألف كلم 2. ولأنّه حافظ على قلبِه: جبالِنا، ودِماغِه:مُدنِنا بادعةِ الحضارة، ظلَّ كُلًّا ووَحدةً، ونُريدُه _ ونعملُ لأجلِ ذلك _ يَعودُ أُمّةً رائدةً بين الأُمم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9_ مارتن، "تاريخ لبنان"، ص 17.
10_ قالها لويس دو برتري في الكثير من مؤلفاته، منها "لمحة حول الجغرافية الطبيعية لِ لبنان وأنتي- لبنان والدمشقية"، في "دراسات جيولوجية وجغرافية عن لبنان وسوريا والشرق الأدنى"، بيروت، ج4، 1945-1948، ص 191-226.
11_ اتيان دي فوما، "لبنان: الجبل اللبناني، البقاع، أنتي-لبنان، حرمون، والجليل اللبناني الأعلى. دراسة جغرافية طبيعية" (=ل د ج ط")، في 3 مجلدات" 1، النص، 2، الصور، 3، الخرائط، باريس، فيرمان-ديدو، ص 13.
12_ سامويل بوشار، "الجغرافية المقدسة"، في كتابين "فالج وكنعان"، باريس، فرنكفور، منشورات ج.د. زونيري، 1674، ط2 (بكامله).
13_ العميد الركن عزيز الأحدب، "فخر الدين مؤسس لبنان الحديث" (=" ف د م ل ح")، بيروت، دار الكتاب اللبناني، 1973، بكامله.
