جبناء الذين تركوا لبنان يمتلىء بالأغراب
جبناء!...
الذين تركوا لبنان يمتلىء بالأغراب.
الذين سمعوا إهانة وطنهم ولم ينسبوا ببنت شفة...
الذين اشتريت أقلام كتّابهم على مرأى منهم ومسمع...
الذين شهد لهم أعداء وطنهم بأنَّهم أصدقاؤهم وما تجرَّأوا على النَّفي...
الذين تكلَّموا بما لايضمرون. حتَّى اذا أضمروا أضمروا أن يجبنوا...
الذين رأوا قراهم _ ثم المدينة و الأخرى _ تفرغ من سلطتهم وما أبدوا ولو تذمُّراً...
الذين سمّيت بلادهم بغير اسمها وقبلوا المذلَّة...
الذين وجعوا من شدَّة ما وخزهم هدوَّهم ولم يصرخوا...
الذين ناموا على الضَّيم...
الذين "تعزمنت" نساؤهم...
الذين شحَّدوهم الكراسي مقابل أن تصبح فقرات ظهورهم من مطَّاط...
الذين كذبوا وتغرغروا بالكذب...
الذين صافحوا اليد التي تصفعهم...
الذين مرَّ بهم العنفوان فخجل...
الذين، لحذقهم التَّهرُّب والهرب، اخترعا لبلادهم صداقات وهميَّة هي بالأحرى عداوات...
الذين كانوا أموت من مات...
الذين تتافه الرَّصاص في مسدَّساتهم...
الذين بصق عليهم فقالوا: هو المطر...
الذين خافوا أن يكرهوا من كرههم...
الذين تعهَّروا وعهَّروا شرف وطنهم...
الذين أنكرهم تراب الجدود وخجلت بهم الأرزة..
الذين بخّروا من وسخهم...
هؤلاء، جميعاً جميعاً، ما حفظوا من أمثالنا الاَّ ذلك البشع القائل :" اليد التي لا تقدر على قطعها تقبّلها وتدعو عليه بالكسر"...
ويا ليتهم دعوا عليها بالكسر!...
الجريدة – 10 حزيران 1975
يراجع كتاب جورج سكاف، سعيد عقل ( اليومَ اليومَ) كتاباته في الجريدة ص 218