التبويبات الأساسية

تحيّة إلى روح الفنّان القدير الراحل إيلي صنيفر

تحيّة إلى روح الفنّان القدير الراحل إيلي صنيفر

تحيّة إلى روح الفنّان القدير الراحل إيلي صنيفر

ولد في الحدث _ قضاء بعبدا، في 15 شباط 1935. توفّاه الله في 26 آب 2005. تأهّل من "حياة خليل" في العام 1971، ولهما ولدان هما الدكتور إيلي والدكتور باتريك.

هو أحد أبرز روّاد الفنّ اللبنانيّ المعاصرّ لا بل هو أحد عمالقة النجوم العرب. أمضى خمسين سنة في تنشيط المسرح وتفعيل الإذاعة والتلفزيون. امتلك مقدرة على التعبير والتشخيص والحركة التمثيليّة قلَّ نظيرها.

كلّ خليّة من خلايا وجهه كانت تمثّل. وكلّ نبض فيه يعزف مرافقًا الكلمة والهمسة. حركته التعبيريّة أشبه بقافلة من الأمواج المتلاحقة، تأسر مَنْ يشاهدها وتعزف أمامهم معزوفات رومنسيّة؛ وفي الوقت عينه تنحت في صخر المشهد نحتًا يجمع بين الأصالة والإبداع والثبات والعمق والتجدّد.

كلّ مساحة في المسرح، من قريبها وبعيدها، ترتبط بحركته وكلّ زاوية تبدو كأنّها امتداد لشخصه.

عندما يعتلي ذاك المسرح أو يدخل في نفق الكاميرا، يمتدّ حوله شعاع من السحر والجاذبيّة. فترى الممثّلين معه متحرّرين، مُبدعين يكاد يتحوّل تمثيلهم إلى لوحة تخطّت مكانها وزمانها ومحدوديّة واقعها التقنيّ والماديّ لتقتحم آفاق المستقبل فتخاطب كلّ الأجيال والأذواق.

حائز عددًا وافرًا من الأوسمة والجوائز والميداليّات وشهادات التقدير المحلّيّة والعربيّة والعالميّة منها:

1965: الميداليّة الذهبيّة للاستحقاق الفرنسيّ، عن دور "جمال باشا السفّاح" في "قوافل الأحرار".

1966: البركة البابويّة من البابا بيّوس الثاني عشر إثر نجاحه في دور " يوضاس".

1975: وسام الاستحقاق اللبنانيّ في عهد رئيس الجمهوريّة سليمان فرنجيّة عن دوره في مسلسل "الأخرس".

2000: درع جمعيّة الفلّاح لتكريم المواهب الفنيّة _ الرياضيّة _ الثقافيّة.

30/1/2002: وسام الأرز الوطنيّ من رتبة فارس في عهد الرئيس العماد إميل لحود، وقد علّقه على صدره وزير الثقافة آنذاك الدكتور غسّان سلامه في حفلة كبيرة أقامتها على شرفه بلديّة الحدث _ حارة البطم _سبنيه برئاسة الدكتور أنطوان كرم.

2003: جائزة "الموركس دور" في كازينو لبنان.

2004: درع تكريميّة وتقدير من لجنة تكريم روّاد الشرق على درج المتحف.

أمضى طفولته وشبابه في بلدة الحدث على مشارف بيروت، مواكبًا كلّ التحوّلات الاجتماعيّة والثقافيّة والسياسيّة والقوميّة الّتي مرّت بها العاصمة منذ استقلالها في الأربعينيّات من القرن المنصرم حتّى اليوم.

تلقّى علومه في مدرسة سيّدة الحدث. وفي ذلك الصرح احتفل باستقلال لبنان. وبقيت صورة الوطن الصغير _ العملاق راسخة في ذهنه، تدفعه دومًا نحو الإبداع والرقيّ واقتحام الآفاق وتخطّي الحدود.

في الثانية عشر من عمره انضمّ إلى فرقة فنيّة أسّسها أبناء بلدته، واستمرّ يُمَثل في صفوفها حتّى السادسة عشرة حينذاك بدأت أكثر من فرقة لبنانيّة تتبنّى موهبته.

عام 1958، صدح صوته لأوّل مرّة عبر أثير إذاعة لبنان وكان أصغر الممثّلين سنًّا. وفي مرحلة كان العالم المتطوّر يتحضّر فيها لاقتحام الفضاء والسير على القمر وولوج عصر التكنولوجيا المتقدّمة، أراد أن يُواكب هذا التحوّل الدَّوليّ ويشرك لبنان بهذه الثورة العلميّة ويُسهم مع المتنوّرين من أبناء جيله في إدخال وطنه الّذي يُحبّ إلى درجة العبادة، في فلك الدّول الطامحة نحو التقدّم والتمدّن والمعاصرة.

كان أشبه بقوس قزح الشاشة اللبنانيّة معه بدأ الفنّ المشهديّ اللبنانيّ يعيش دفعًا جديدًا من ديناميكيّة وجدّيّة وإبداع، ويدخل مرحلة تفتُّح ربيعيّة، بحيث إنّ في شخصه تكوّنت محطّة مرحليّة في تاريخ لبنان الفنّيّ، معها نفرّق بين القَبل والبَعد. معه عاش الفنّ اللبنانيّ حالة تحوّل تكوينيّة غير مسبوقة، وعلى يده خرج من كَفَنِ يراقته لِيُحَلّق عاليًا كفراشة تحرّرت وارتدت ثوب اللّون والنور والحياة.

في هذا الإطار برز إيلي صنيفر واحدًا من أبرز روّاد الحركة النهضويّة الفنيّة في الشرق.

عام 1959، بدأ التمثيل في تلفزيون لبنان القناة " 7 " بتشجيع من المخرج السينمائيّ اللبنانيّ العائد من مصر إلياس متّى. وإذا بوجه إيلي صنيفر يكون الوجه الأوّل في العالم العربيّ الّذي يظهر على التلفزيون على ال PAL أوّلًا في 28 أيّار 1959، وعلى SECAM لاحقًا، وذلك في منتصف الستينات. كانت إطلالته التلفزيونيّة الأولى في برنامج " الأمير الضفدع" من تأليف جوزيف فاخوري وبطولة صنيفر الّذي أدّى دوره مباشرةً على الهواء. أمّا أوّلّ حلقة تلفزيونيّة بالألوان أدّاها فقد مثّل فيها دور السكران.

اشترك في التمثيل في عدد كبير من المسلسلات المحلّيّة الّتي عُرِضَ معظمها أيضًا على شاشات التلفزة في البلاد العربيّة.

عام 1965، تمّ تنفيذ برنامج لمناسبة الذكرى الخمسين للحرب العالميّة الأولى في دور "جمال باشا السفّاح" على مدى ثلاث ساعات من البثّ المباشر، كان عملًا ضخمًا في حينه، حقّق نجاحًا مذهلًا رفعه إلى مستوى الاحتراف والإبداع.

قام مع جوزيف فاخوري بإعداد وتنفيذ أوّل تجربة "ماريونات" في لبنان، وذلك في برنامج قدّمه تحت عنوان " يا أمّ توفيق"، وقد أدّت الفنّانة ملفينا أمين دور البطولة فيه إلى جانبه.

ولائحة مشاركاته الأدوار التمثيليّة التلفزيونيّة تطول، نتوقّف عند بعضها:

في برنامج "يسعد مساكم" مع أديب حدّاد (أبو ملحم) وهو الأطول بتاريخ التلفزيون، طوال خمس عشرة سنة منذ 1960 لغاية 1975، ما مجموعه 750 حلقة مصوّرة. أدّى فيه صنيفر دور شخصيّة الرجل الشرّير بمواجهة الرجل الطيّب " أبو ملحم ".

مع فاضل سعيد عقل، أدّى أدوار معقّدة وصعبة في "حكمت المحكمة" وسلسلة "المفتّش".

ومن المسلسلات الّتي شارك ببطولتها: " الضيعة بألف خير" ليوسف حبشي الأشقر، "أربع مجانين وبس"، "عيّوق ورفاؤو" و "بنت الكُبّا"، "البركة".

نذكر أيضًا تأديته عدّة أدوار جسّدت روائع الأدب العالميّ بما فيها رائعة فكتور هوغو " أحدب نوتردام" و"الوحش" عن رواية لـــــ "غي دو كار" و"البخيل" و"مريض الوهم" لموليير والعالم يو.

إلى جانب بطولته في مسلسل "فارس آغا الأنباشي" المقتبس من رواية لمارون عبّود، وهو المسلسل الأوّل الّذي افتتحت فيه المؤسّسة اللّبنانية للإرسال إنتاجها الدراميّ وعرضته سنة 1986.

كذلك سنة 1988، جسّد وأولاده صورة رائعة عن العائلة اللّبنانيّة في المسلسل الشعبيّ "ست الحبايب يا بابا".

ومن أعماله أيضًا "كومبرس" و"غربال يا غربال" و"دوّار يا زمن".

إلى جانب أعماله التلفزيونيّة اشترك في فيلمين سينمائيَّيْن "وداعًا يا لبنان"، إنتاج مشترك لبنانيّ أميركيّ، و"بنت الحارس".

كذلك صدح صوته عبر أثير الإذاعات اللّبنانيّة حيث أدّى برامج صوتيّة متعدّدة كانت تلوّن صبحيّاتنا، من ضمنها: "العوافي" و "توت توت يا بيروت" و"أبو ملحم".

عندما وقعت الحرب على الأراضي اللّبنانيّة، كان، ومن على شرفة بيته في بلدة الحدث، يُشاهد بعينيه المتألّمَتَين بيروته، وهي تنشطر إلى قسمين مُتباعدين، فشعر وكأنّ قلبه هو الآخر ينقسم ويتمزّق.

في المرحلة الأولى من الحرب كان صديق كلّ اللّبنانيّين مجبرًا على التعاطي مع واقعه الجديد بكلّ جديّة وتعقُّل. فمن جهة كان بيته الزوجيّ قد اكتملت أسسه، ومن جهة أخرى كانت شخصيّته الفنيّة قد تبلورت أبعادها الوطنيّة والشرقيّة، كما أنّ محيطه الاجتماعيّ النازف كان يرمي بأثقاله على كاهله الّذي تخطّى حدود كيانه الشخصيّ وبات عنوانًا لجيل بكامله، لا بل أصبح هُوِيّة للوطن الّذي كان يبحث يومها عن حقيقته.

كانت دمعته أشبه بحبّة ندى، تتسلّل عبر شاشات التلفزة لتروي ظمأ كلّ مشاهد يتألّم في واقعه وصمته وعزّته. وعندما يبتسم يشعر أفراد كلّ عائلة تشاهده بروح سحريّة تغمرهم وتُعمِّقَ دفء ترابطهم وتماسكهم واتّحادهم.

معه تخطّى الفنّ اللبنانيّ واقعه العمليّ، وتحوّل إلى ما يُشبه الرسالة أو المصدر الّذي يستمدّ منه المجتمع جوهر أصالته وطاقة وحدته.

إيلي صنيفر الفنّان : كرونولوجيا مختصرة

في التلفزيون

1959: الأمير الضفدع _ تأليف جوزيف فاخوري.

1960: أبو ملحم _ إعداد أديب حدّاد. (استمر حتى العام 1975- حوالي 750 حلقة غالبيّتها تمّت تأديتها مباشرة على الهواء)

1963: حكمت المحكمة _ تأليف فاضل سعيد عقل – إخراج إلياس متّى (حوالي 250 حلقة، غالبيّتها أُدّيت على الهواء مباشرة)

1965: قوافل الأحرار (عن الحرب العالميّة الأولى): تأليف فاضل سعيد عقل  _ إخراج إلياس متّى وقد أدّى فيه إيلي صنيفر دور جمال باشا السفّاح. دام البرنامج مدّة ثلاث ساعات من البثّ المباشر على الهواء.

1966: يوضاس: تأليف فاضل سعيد عقل _ إخراج إلياس متّى.

1970: المفتّش. تأليف فاضل سعيد عقل  _ إخراج إلياس متّى.

1973: الضيعه بألف خير: تأليف يوسف حبشي الأشقر  _ إخراج إلياس متّى.

1974: مريض الوهم. من أعمال موليير _ إخراج برج فازيليان.

1974: العالم الكبير يو _ إخراج برج فازيليان.

1975: الأخرس _ من أعمال فيكتور هوغو – إخراج إبراهيم الخوري.

1980: الدنيا هيك  _ تأليف محمّد شامل.

1980: أربع مجانين وبس _ تأليف أنطوان غندور – إخراج باسم نصر.

1982: الوحش _ من أعمال "غي دي كار" _ إعداد فاضل سعيد عقل وإخراج باسم نصر.

1986: الأونباشي (فارس آغا لمارون عبود) _ إعداد فاضل سعيد عقل وإخراج بهيج حجيج. وقد تمّ افتتاح المؤسّسة الّلبنانيّة للإرسال بهذا المسلسل.

1987: الصقيع _ تأليف أنطوان غندور _ إخراج باسم نصر.

1988: ستّ الحبايب يا بابا _ تأليف جورج مطر، إخراج باسم نصر. اشترك ولداه إيلي وباتريك في أدوار البطولة إلى جانبه.

1999: كومبارس _ تأليف أنطوان غندور _ إخراج جورج غيّاض.

ومن أعماله أيضًا: حكايات من لبنان (في بدايات التلفزيون، بالاشتراك مع نزهة وهيام يونس وسعاد هاشم)  _ تحت السنديانة (للكاتب جورج طويل)  _ مسلسل "حكاية القلعة" مع الشعراء موسى زغيب وجرجس البستاني، من إخراج ابراهيم الخوري وقد عرض في مرحلة السبعينات) _ عيّوق ورفقاتو مع فريال كريم ، تأليف مروان نجار  _ مشاركته في مسلسل "العاصفة تهبّ مرّتين" لشكري أنيس فاخوري _ كذلك شارك في مسلسل "بنت الكُبّا" و"البركه" للكاتب أندريه شاهين، ومسلسل "أبو زيد الهلالي" للكاتب أنطوان غندور والمخرج غسّان أسطفان، ومسلسل "البديل للمخرج باسم نصر ومسلسل "غربل يا غربال" على تلفزيون المشرق للكاتبين سمير عشّي وجورج كفوري والمخرج علي الغول، ومسلسل "الحكي ببلاش" على تلفزيون NBN للكاتب حسن سعد والمخرج ربيع بشارة. 

في المسرح:

جميع مسرحيّات الأب بولس ضاهر، رئيس دير عنايا سابقًا، ومنها:

الزهرة النادرة (وقد صورت للتلفزيون) _ يولندا والملك _ لعبة المغارة.

1975: ميس الريم _ الأخوان الرحباني على مسرح البيكادللي.

1978: كنّا وين وصرنا وين _ مع إيفيت سرسق.

1979: شهر العسل _ مع صباح، تأليف وسيم طبّاره على مسرح صالة السفراء في كازينو لبنان.

1983: كل عمرك يا زبيبه _ إيلي صنيفر (مسرح فوار أنطلياس).

1984: وادي شمسين _ تأليف الياس الرحباني _ إخراج ريمون جبارة.

1986: بنت السلطان _  تأليف أنطوان غندور.

1988: شعب بالمزاد  _ نبيه أبو الحسن على مسرح جورج الخامس.

2001: الحق ما بيموت _  تأليف الأب فادي تابت .

2002: مسرحيّة ثورة شعب للأب فادي تابت.

وفي إطار المسرح الجوّال في مرحلة ما قبل الحرب نذكر: حمار بطابقين للكاتب فؤاد المستحي  _ شي تك تك شي تيعا للكاتب أديب حداد (أبو ملحم)  _ كمشة تراب للكاتب حارس أبو زيد  _ الأمير الأحمر  _ الفوضى المنظمة  _ هوذا الإنسان  _ أبناء القدر  _ دروب الليل  _ المهرّج  _ الكرباج  _ المهاجر  _ الروزنامة ... .

في الإذاعة:

إذاعة صوت لبنان:

1967: صباح الخير وعوافي  _ أبو ملحم.

1985: حكي بحكي  _ إلياس ناصر.

1986: عَ راس السطح  _ أنطوان غندور.

1991: ما في شي حرزان  _ أنطوان غندور.

2003: توت توت عا بيروت _ تأليف سمير عشّي.

الإذاعة اللبنانية:

عجبك هيك  _ إعداد إلياس ناصر.

1978: الدنيا صور  _ أبو ملحم.

1994: تضلّوا بخير  _ جورج كفوري.

1995: عالقليله تبسّم  _ حسن سعد.

1997: نطق زكريّا  _ جبران ضاهر.

إذاعة صوت الجبل:

1991: بكرا منشوف  _ وليم حسواني.

إذاعة لبنان الحر:

1993: العمّ فارس  _ ميّ متّى.

وغيرها من البرامج الإذاعيّة.

في السينما:

1965: بنت الحارس  _ الأخوان الرحباني.

1969: وداعًا يا لبنان (لبناني أميركي)  _ إخراج المخرج العراقي العالمي حكمت لبيب بطولة الممثّلة الأميركيّة مارلين شميث.

إعداد الكاتب أنطوان فضول

 

     

 

 

editor1

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment