التبويبات الأساسية

معوض في قداس مار مارون في زحلة: لوقف هدر المال العام وتفعيل الخطة الأمنية في البقاع وبعلبك الهرمل

معوض في قداس مار مارون في زحلة: لوقف هدر المال العام وتفعيل الخطة الأمنية في البقاع وبعلبك الهرمل

ترأس راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، قداسا احتفاليا بمناسبة عيد مار مارون في كاتدرائية مار مارون - كسارة في زحلة، عاونه فيه النائب الاسقفي المونسنيور عبده الخوري والكهنة ومشاركة أساقفة زحلة: يوحنا عصام درويش، انطونيوس الصوري وبولس سفر ورؤساء الاديار والمعاهد والكهنة والراهبات.

وحضر القداس ميشال جريصاتي ممثلا وزير العدل سليم جريصاتي والنواب: ايلي ماروني، انطوان سعد، أمين وهبي وموسى فتوش ممثلا شقيقه النائب نقولا فتوش، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، والوزراء السابقون: خليل الهراوي، محسن دلول، كابي ليون، عادل قرطاس ومحمود ابو حمدان، النائب السابق يوسف معلوف، رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، رئيس بلدية زحلة - معلقة وتعنايل أسعد زغيب، النائب العام العسكري القاضي سامي صادر، النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي فريد كلاس، المحامي العام القاضي جوزف غنطوس، رئيس الأركان في قوى الامن الداخلي العميد نعيم شماس، قائد منطقة البقاع في قوى الامن الداخلي العميد فادي خوري، رئيس جهاز امن الدولة في البقاع العميد فادي حداد ومساعده المقدم مخايل ابو طقة، رئيس دائرة الامن العام الاولى في البقاع المقدم بشارة ابو حمد، رئيس مخابرات الجيش اللبناني في زحلة المقدم جوزف غضبان، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع انطوان خاطر، المدير العام لمؤسسة مياه البقاع مارون مسلم، وحشد من الفاعليات الزحلية والبقاعية، وخدمت القداس جوقة "نسروتو".

وبعد الانجيل المقدس ألقى المطران معوض عظة قال فيها: "قرر المجمع المقدس في الكنيسة المارونية المنعقد في حزيران 2016، اعلان سنة 2017 "سنة الشهادة والشهداء". تبتدىء في عيد القديس مارون في 9 شباط 2017، وتختم في 2 آذار 2018، في عيد البطريرك الماروني الأول مار يوحنا مارون. والشهيد في الكنيسة هو الذي يلقى الموت شهادة لايمانه المسيحي أو لاحدى الفضائل المرتبطة به. تهدف هذه السنة الى استذكار الشهداء في الكنيسة المارونية وطلب شفاعتهم، والى تبيان شهداء غير معروفين استشهدوا في حقبات مختلفة، ولاسيما أثناء حكم المماليك والعثمانيين، وفي أحداث 1840 و1860، وفي الحرب العالمية الأولى، وفي الحرب اللبنانية الأخيرة، بحسب ما جاء في رسالة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى بعنوان "سنة الشهادة والشهداء".

أضاف: "الشهداء الموارنة المذكورون في السنكسار الماروني هم رهبان مار مارون الثلاثمائة والخمسون الذين استشهدوا سنة 517، وعيدهم في 31 تموز، والاخوة المسابكيون الذين استشهدوا في دمشق سنة 1860، وعيدهم في 10 تموز، ويحفظ لنا التاريخ حدث استشهاد بطريركين في الكنيسة المارونية هما البطريرك دانيال الحدشيتي سنة 1283، والبطريرك جبرائيل حجولا سنة 1367، في زمن المماليك، وفي سبيل الدفاع عن أبناء كنيستهما".
ولفت معوض الى "ان الشهيد الأول هو السيد المسيح الذي قدم ذاته على الصليب شهادة لمحبته للآب وللبشر، والكنيسة منذ تأسيسها ضمت شهداء استمدوا القوة من السيد المسيح ومن روحه القدوس، في الثبات في الايمان حتى الموت. وأول الشهداء اسطفانوس الذي قتل رجما، وبعده الرسول يعقوب الذي قتل بالسيف بأمر هيرودوس، وخبر استشهادهما مذكور في كتاب أعمال الرسل الذي ينقل الينا حياة الكنيسة الأولى. وكثير من الشهداء سقطوا في العصور الأولى نتيجة اضطهاد الوثنيين، قبل سنة 313 حين أعلن، في عهد قسطنطين، مرسوم ميلانو، الذي أقر حرية العبادة في الامبراطورية الرومانية"، لافتا الى "ان شهداء هذه الحقبة، السابقة لانقسام الكنيسة، يعيد لهم في مختلف الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية، ومنهم اغناطيوس الانطاكي البطريرك الثالث على انطاكيا بعد بطرس الرسول، والذي استشهد في روما برميه للوحوش سنة 107، والأربعون شهيدا الذين استشهدوا سنة 320، وقبريانوس أسقف قرطاجة الذي، عندما تعرض للتهديد، نسب اليه قوله:"ان أموت شهيدا بينكم ضمانة لحفظ ايمانكم"، واستشهد بقطع الرأس سنة 258، وشهداء آخرون أمثال أغاتا ومورا".

وأردف: "للاستشهاد بعد مسكوني. فللكنائس والجماعات الكنسية شهداء الايمان المسيحي الذين، حافظوا في مختلف الأزمنة على تعلقهم الجذري والمطلق بالمسيح حتى اراقة الدم، وضموا تضحيتهم الى ذبيحة المسيح فادي البشر. ان الاستشهاد هو تراث مشترك بين المسيحيين.(راجع البابا القديس يوحنا بولس الثاني،الرسالة العامة "ليكونوا واحدا" سنة 1995،عدد83)، ومنذ العصور الأولى طلبت الكنيسة شفاعة الشهداء في صلواتها، واقامت لهم الأعياد، وشيدت الكنائس على أسمائهم كما هي الحال في الكثير من كنائس لبنان، وكرمت ذخائرهم وتباركت بها. والاستشهاد يقوي الكنيسة في حياتها الايمانية في الداخل، وفي رسالتها التبشيرية الى الخارج. فالشهداء بمثلهم يرسخون المؤمنين في ايمانهم، ويؤدون أمام مضطهديهم شهادة أوصلت بعضا من هؤلاء المضطهدين الى التوبة والايمان بالمسيح المخلص. وفي هذا السياق نردد قول ترتوليانوس المأثور: "دم الشهداء هو بذار المسيحيين".

ولفت الى "ان كل مؤمن مدعو ليكون مستعدا ليشهد لايمانه حتى الموت، وهذا ما لا يستطيعه بقوته الذاتية، بل بنعمة الرب التي تشدده. ولنا مثل على ذلك في الشهداء على مر التاريخ، رجالا ونساء، من كل الأعمار، من الطفولة حتى الشيخوخة، ثبتوا في الايمان بنعمة الله، حتى للاستشهاد، على الرغم من تعرضهم للآلام المبرحة. ليس المطلوب أن يسعى المؤمن ليعرض نفسه للاستشهاد، بل أن يكون مستعدا له في حال حصوله. فليس الجميع شهداء، ولكن على الجميع أن يكونوا شهودا لايمانهم، وللقيم الانسانية والانجيلية، في الكنيسة والمجتمع والسياسة. وهذه الشهادة تساهم في نهضة الوطن. اننا نشكر الله على العهد الجديد في لبنان، ونصلي لتحقيق آمال اللبنانيين المعقودة عليه، بمشاركة جميع الأفرقاء السياسيين الذين تجمعهم مصلحة لبنان. ونتمنى إقرار قانون انتخابي يضمن صحة التمثيل، في الوقت العاجل. ومشاريع القوانين في هذا المجال، تارة تطفو وتارة تخبو، ولا يغيبن عن أحد ان الصيغة القادرة على توفير التمثيل المنصف ليست بمستحيلة. ويتم، هذه الأيام، تداول زيادة الضريبة، في حين أننا نرجو مع الكثيرين، ومن بينهم أخصائيون اقتصاديون، المبادرة أولا الى توقيف الفساد الذي يهدر المال العام، وترشيد النفقات، في الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نشهدها. ونناشد الدولة تفعيل الخطة الأمنية في محافظتي البقاع وبعلبك - الهرمل من أجل استباب الأمن والمحافظة على سلامة المواطنين، وحريتهم، وممتلكاتهم، وهذه علامة سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، وقد انتهكت هذه السلامة منذ حوالى عشرين يوما حين اختطف أحد أبناء كنيستنا (السيد سعد ريشا) في منطقة مضبوطة بالحواجز الأمنية، ومع أشد أسفنا على ما حصل، نشكر الله على استعادته لحريته بعد يومين من اختطافه".

وختم معوض:"أشكركم جميعا أنتم المشاركين في هذا القداس، ولاسيما السياسيين والعسكريين والأمنيين والفاعليات الذين أود أن أنقل اليهم هموم المواطنين وصعوباتهم. كثيرون يأتون الى المطرانية طالبين التدخل لايجاد عمل، أو تعديل قرار قد يكون قاسيا لهم، أو انصافهم في قضاياهم. أشكركم عل كل مساعدة قدمتموها او سوف تقدمونها لخير المواطنين، انطلاقا من دوركم في خدمة الشأن العام. وبذلك نشهد جميعا مسيحيين ومسلمين للقيم الانسانية وللتضامن في ما بيننا.
ان مار مارون شهد لله في النسك والصلاة الدائمة على جبل قورش، فاستقطب اليه كثيرا من المؤمنين الذين طلبوا شفاعته. ونحن بدورنا نطلب شفاعته من أجل أن نقوم برسالتنا كشهود للسيد المسيح، ومن أجل أن يحل السلام ويعم الازدهار في وطننا والشرق"

ADMIN

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment