التبويبات الأساسية

الرئيس كميل نمر شمعون

الرئيس كميل نمر شمعون

ولد الرئيس الراحل كميل نمر شمعون في دير القمر في 3 نيسان 1900 والده نمر شمعون ووالدته أنطوانيت أديب. تزوّج من زلفا تابت في 30 كانون الأول 1930 وله ولدان: دوري وداني. تلقّى دروسه الابتدائيّة بين بلدة الحدث ودير القمر. ثمّ انتقل إلى معهد القلبين الأقدسين في بيروت ومدرسة القديس أنطونيوس في بعبدا حيث أكمل دروسه الثانويّة من العام 1916 وحتّى العام 1918. نفي مع والده إلى الأناضول بسبب معارضته للسلطة العثمانيّة ووجودها في لبنان. دخل جامعة القديس يوسف عام 1920 ونال إجازة الحقوق عام 1923 .
عام 1934 خاض أوّل معركة انتخابيّة نيابيّة وفاز بالمقعد المارونيّ عن منطقة جبل لبنان . أسّس الحزب الدستوريّ مع كلٍّ من الأمير مجيد أرسلان وحميد فرنجيّة وميشال زكّور وصبري حماده وسليم تقلا وفريد الخازن والشيخ بشارة الخوري.
إنتخب نائباً ثماني مرّات في الأعوام 1934، 1937، 1943 ،1947 ،1951 ،1960 ،1968 ،1972. لم يحالفه الحظ مرّة واحدة في انتخابات العام 1964 النيابيّة.
عيّن وزيراً سبع مرّات: وزيراً للماليّة والأشغال العامة عام 1938، وزيراً للداخليّة والبرق والبريد عام 1943، وزيراً للماليّة عام 1946، وزيراً للداخليّة والصحّة عام 1947، وزيراً للداخليّة والبرق والبريد والهاتف والموارد المائيّة والكهربائيّة عام 1975، وزيراً للماليّة وللتعاونيّات والإسكان عام 1984 عيّن عام 1944 وزيراً مفوّضاً للبنان لدى بريطانيا لعامين ونصف العام. رأس الوفد اللبنانيّ إلى موْتمر "الطاولة المستديرة" في لندن بين عامي 1945 و1946 لمناقشة القضيّة الفلسطينيّة. مثّل لبنان عام 1948 في هيئة الأمم المتّحدة في نيويورك إنتخب رئيساً للجمهوريّة في أيلول عام 1952.
قبيل انتهاء عهده سنة 1958، أسّس حزب الوطنيّين الأحرار وترأسه حتى العام 1985 حين تولّى الرئاسة نجله الشهيد داني شمعون . أنشأ في العام 1968 "الحلف الثلاثيّ" الذي جمعه وعميد الكتلة الوطنيّة ريمون إدّه ورئيس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميّل. ترأس الجبهة اللبنانيّة عام 1976. تسلّم رئاسة مجلس الوزراء بعد اعتكاف الرئيس رشيد كرامي بالإضافة إلى عدّة حقائب وزاريّة.
في 7 آب 198، انطفأ النور الوهّاج. لقد أسلم الرئيس الروح وانقطع عن هذا العالم، تاركاً فراغاً كبيراً في لبنان ودنيا العرب. رحل....لكنه خالد في قلوب اللبنانيين وعقولهم. لقد رسّخ فيهم شعار "لبنان أزلي أبدي سرمدي" و......"وطن الأحرار" .
مسيرته:
ستون عاماً مضوا على نهاية ولاية الرئيس كميل شمعون، وصورة الإزدهار والبحبوحة التي ميّزت عهده لا تزال راسخة في ذاكرة اللبنانيّين، حاضرة أبداً في أحاديثهم وذكرياتهم.
من أعالي الشوف، أطلّ على الحياة. تميّز في المدرسة والجامعة كما في المحاماة، متدرّجاً في مكتب الرئيس إميل إده. ولمع نجمه في عالم السياسة اللبنانيّة والعربيّة، فوقف على أعلى المنابر الدوليّة رافعاً الصوت، مدافعاً عن استقلال لبنان وعن القضيّة الفلسطينيّة، منتقداً تواطؤ الدول الكبرى مع إسرائيل، ومحذّراً من عواقب تفجّر "البركان الفلسطينيّ" وأضرار شظاياه على العالم أجمع.
قاوم مشروع تقسيم فلسطين وتآمر الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتيّ على القضيّة الفلسطينيّة. حمل صوت العرب إلى الأمم المتحدة، فأطلقوا عليه لقب "فتى العروبة الأغرّ".
نائب، وزير، سفير، مواقع ومهمّات عديدة شغلها كميل شمعون، وتوّجها بتولّيه رئاسة الجمهوريّة.
أنهى ولايته الرئاسيّة في العام 1958، وأكمل مشواره السياسيّ وجهاده الوطنيّ في حزب الوطنيّين الأحرار، الذي أسّسه بمعاونة نجله دوري. عاد نائباً إلى الندوة البرلمانيّة، حيث رصّ الصفوف وجمع الأضداد في الحلف الثلاثيّ ثم تولّى رئاسة الجبهة اللبنانيّة.
قد تكون رحلة كميل شمعون في تاريخ لبنان، منذ زمن الانتداب الفرنسيّ، مروراً بمرحلة الاستقلال وما بعده، أطول رحلة لسياسيّ عربيّ، تعاقبت فيها فترات الطمأنينة والسلام ومراحل الانقلابات والثورات.
لم يتبوّأ إبن دير القمر المراتب والمناصب هبة أو منّة من أحد، بل صنع مجده السياسيّ بنضاله وعزيمته وفكره المتنوّر. إلى جانب هوايات المطالعة والموسيقى والسفر، شكّلت رحلات الصيد متعته المطلقة، وهي قرّبته من مختلف فئات الشعب لا سيّما من أبناء القرى، فتقاسم مع الفلّاحين "أهل الخير والبركة" كما أسماهم. مالحهم، مازحهم، وسأل عن حاجاتهم وأوضاع عائلاتهم، وعمل على إعانتهم.
لم يعرف الحقد والثأر سبيلاً إلى حياة الرئيس كميل شمعون. خاصم بشرف وتصالح بنبل وإباء.كان غفوراً، متسامحاً حتّى أنه عفا عمن حاول اغتياله وحالت العناية الإلهّية دون تحقيق غايته. رجل ساحر جذاب وسياسيّ محنكّ شجاع.لم ترهبه رصاصات البنادق ولم تثنه قنابل المدافع عن أهدافه. قاوم الثوّار المدفوعين لمحاصرة قصر الرئاسة، فقاتل إلى جانب الحرس الجمهوري بعناد، مدافعاً عن مقام الرئاسة الأولى كرمز للوطن.
وعلى الرغم من اشتداد المعارك وتضييق الحصار، لم يغادر القصر الجمهوريّ، مفضّلاً الموت على تسليم الدولة اللبنانيّة الى الغير. فأكمل ولايته حتّى دقائقها الأخيرة، وترك القصر الجمهوري، كبيراً، شامخاً، مغموراً بمحبّة اللبنانيّين وتقديرهم.
حقّق الرئيس كميل شمعون إنجازات مشهودة في مجالات شتى:
العمران، الاقتصاد، التجارة، الزراعة، السياحة، إلخ، فعمّ الازدهار في البلاد. نفّذ المشاريع الحيويّة من طرقات وكهرباء وشبكات مياه. بنى المدينة الرياضيّة وأنشأ الجامعة اللبنانيّة ومنح المرأة حق الإقتراع ورفع أرقام الموازنة العامة من عشرة ملايين ليرة كما تسلمها، إلى عشرين ضعف ذلك، في نهاية عهده. وكان من الطبيعي للطامح إلى الأفضل، والمراهن على قدرة المثقّفين، أن ينمّي الإدارة اللبنانيّة بإيلائها عناية خاصّة وبإبعادها عن مناخات الفساد، مستعيناً بخبرة الموظّفين المحصّنين بالعلم والكفاءة والخبرة، متخطّياً الحواجز الطائفيّة والحزبيّات الضيقة، مقدماً مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح. حمله طموحه ووطنيّته إلى أقاصي الأرض، ففتح آفاقاً واسعة أمام اللبنانيّين وأمّن التواصل بين المقيمين منهم والمغتربين الذين قدّروا زيارته لدول الانتشار وعلاقاته برؤسائها وحكوماتها.
أهم إنجازات الرئيس كميل شمعون بين عامي 1953و1958 :
القوانين والقضاء: قانون الإثراء غير الشرعيّ
الداخليّة: قانون الانتخابات باعتماد الدوائر المصغّرة
توسيع صلاحيّات المحافظين
تنظيم دوائر رئاسة مجلس الوزراء
تنظيم قوى الأمن الداخليّ
تنظيم دوائر الإفتاء والأوقاف
حقّ المرأة في الاقتراع
العمران: إنشاء مصلحة التعمير
بناء القصر الجمهوري (بعبدا)
بناء مطار بيروت الدوليّ في خلدة
بناء دار الطائفة الدرزيّة
مرفأ طرابلس
بناء سرايا طرابلس
بناء قصر العدل ونقابة المحامين
مدينة كميل شمعون الرياضيّة
التنمية الريفيّة: مصلحة الضمان الإجتماعيّ
مجلس الإنعاش الإجتماعيّ _ الإقتصاديّ
النقطة الرابعة الأمريكيّة للتنمية الريفيّة
المال والتجارة: مصرف لبنان
قانون الجمارك
إصلاح نظام الضرائب وتحسين جبايتها
إخضاع الشركات للضرائب والرسوم
تنشيط تجارة الترانزيت
قانون السريّة المصرفيّة
السوق الحرة في مطار بيروت الدوليّ
التربية والتعليم: الجامعة اللبنانيّة
إستملاك أراضي بناء الجامعة في الحدث
دار المعلّمين
تجمّع المدارس المهنيّة في الدكوانة
الاتصالات: الهاتف الأوتوماتيكيّ
الإعلام: الإذاعة اللبنانيّة
تلفزيون لبنان والمشرق
السياحة: مهراجانات بعلبك
كازينو لبنان
مغارة جعيتا
الدفاع: تسليح الجيش بطائرات هوكر هانتر ومدفعيّة ومجنزرات حديثة
النقل: إستملاك أراضي لجسور مداخل بيروت وباشر بفتح أوتوسترادين الجنوب والشمال انطلاقاً من العاصمة.
الصحّة العامة: المستوصفات المجانيّة
مستشفى بعبدا الحكوميّ
مستشفى صيدا الحكوميّ
مياه الشفة : مصلحة مياه الباروك
مصلحة مياه طرابلس
مصلحة مياه نبع الطاسة
مصلحة مياه كسروان وكهرباء الفتوح
الزراعة: مراكز التدريب والإرشاد الزراعيّ
إنشاء محطّات الأبحاث (الفنار- تل العمارة)
مشروع الليطانيّ لريّ السهل الساحليّ الجنوبيّ
مكتب الفاكهة
مكتب الحرير

الكهرباء والطاقة: مصلحة الكهرباء والنقل العام
معمل الذوق الحراريّ لإنتاج الكهرباء
محطّة كهرباء قاديشا
مشروع الليطانيّ للإنتاج الكهرمائيّ
سدّ القرعون و 3 معامل كهرمائيّة
( منقول من كُتيّب موزّع من قبل حزب الوطنيّين الاحرار)

editor1

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment