التبويبات الأساسية

لبنان متصرفية عاصمتها بلدة بعبدا قضاء بعبدا

لبنان متصرفية عاصمتها بلدة بعبدا قضاء بعبدا

لبنان متصرفية عاصمته بعبدا
هو نظام حكم أقرته الدولة العثمانية وعُمل به من عام 1861 وحتى عام 1918، وقد جعل هذا النظام جبل لبنان منفصلاً من الناحية الإداريّة عن باقي بلاد الشام، تحت حكم متصرف أجنبي مسيحي عثماني غير تركي وغير لبناني تعينه الدولة العثمانية بموافقة الدول الأوروبية العظمى الست بريطانيا وفرنسا وبروسيا وروسيا والنمسا وإيطاليا.
بعد فتنة سنة 1860 وُضع نظام جديد للبنان في 9 حزيران سنة 1861 فجُعل متصرفيّة يتولّى إدارتها حاكم مسيحيّ واحد ينصّبه الباب العالي ويكون مرجعه إليه رأساً. وهو يُولّي مأموري الأقضية والمديريّات.
وبعد مضيّ ثلاث سنوات على النظام المذكور أعيد النظر فيه وأجري التعديل والتنقيح في بعض المواد ووُضع نظام جديد في 6 أيلول سنة 1864.
فبمقتضى هذا النظام كان المتصرف يتولى السلطة الإجرائية وكان مسؤولا" عن حفظ الأمن والنظام في الجبل، ومسؤولا" عن تحصيل التكاليف منه، وكان يعود له تعيين الموظفين والقضاة. وكان يعاونه في إدارة الجبل مجلس إدارة مؤلف من إثني عشر عضوا" منتخبين من الطوائف الستة التي ينتمي إليها سكان جبل لبنان، وقسم جبل لبنان الى سبعة أقضية يدير كل منها قائمقام. جزين، الشوف، المتن، زحلة، كسروان، البترون، الكورة. وأضيف إليها مديريّة مستقلّة هي مديريّة دير القمر منحها هذا الامتياز داود باشا أوَّل متصرف على جبل لبنان ومديرية أخرى في الهرمل. وقسم القضاء الى نواح أو مديريات يدير كل منها مدير، والناحية أو المديرية قسمت الى قرى يدير كل منها شيخ صلح. وكان المتصرف هو من يعيّن القائمقامين ومديري الناحية من بين أبناء الطائفة الأكثر عددا" في القضاء أو الناحية، كما وكان يعيّن مشايخ الصلح بناء" على لوائح الانتخاب التي كان يوقعها أهالي القرى.
في هذه المرحلة من الحكم العثماني ظهرت مؤسسة البلدية ومؤسسة المختار والمجلس الاختياري. وكانت مؤسسة البلدية إحدى إقتباسات الجماعة الاصلاحية العثمانية عن النموذج الأوروبي. ففي عام 1856 تأسست بلدية إسطنبول لتكون أول بلدية تنشأ في السلطنة العثمانية. وما لبثت البلديات، بعد هذا التاريخ، أن أصبحت جزءا" من التنظيم الاداري الذي اعتمدته الحكومة المركزية العثمانية في قانون الولايات الصادر في العام 1864 وقانون البلديات الصادر في العام 1877.
وتلازم ظهور البلديات مع ظهور المختارين والمجالس الاختيارية. ففي عام 1864 لجأت السلطنة العثمانية، في إطار الضبط والمراقبة الحكومية على فلاحي الأرياف الزراعية وحرفيّ المدن، الى إنشاء مؤسسة المختار والمجالس الاختيارية كأول مؤسسة قاعدية للسلطة. وكان المجلس الاختياري وعلى رأسه المختار الحلقة الأدنى في سلسلة حلقات الجهاز الاداري العثماني التي أمّنت الربط المباشر لهذا الجهاز بالقوى المنتجة الفلاحية والحرفيّة والتجارية. وقد لجأت السلطات العثمانية الى إيجاد هذه المؤسسة لتكون سلطة بديلة لسلطة مجلس شيوخ القرية أو مجلس شيوخ الحرفة والنقابات الحرفية في المدن، ولتؤمن التوازن بين الجماعات العائلية المؤلفة لمجتمع القرية أو الحيّ في المدينة.
وكانت أول خطوة تأسيسية لنشوء أول مؤسسة للبلدية في متصرفية جبل لبنان وباقي المقاطعات اللبنانية قد بدأت ببلدية دير القمر عام 1864. وما لبثت البلديات أن إنتشرت في متصرفية جبل لبنان.
أسماء الحكام الذين تولوا متصرفية لبنان:
1 _ داود باشا الأرمنيّ هو أول متصرّف أقيم على لبنان في 10 حزيران من السنة 1871 إلى 1868.
2 _ فرنكو باشا كوسى الحلبي من 14 حزيران سنة 1868 إلى 1873.
3 _ رستم باشا الإيطالي من 1873 إلى 1883.
4 _ واصا باشا الألباني من 1883 إلى 1892.
5 _ نعوم باشا الحلبي من 1892 ألى 1902.
6 _ مظفَّر باشا البولوني الأصل من 1902 إلى 1907.
7 _ يوسف باشا فرانكو من 1907 إلى 1912.
8 _ أوهانس باشا الأرمنيّ من 1912 إلى 1915.
9 _ علي منيف بك من 8 أيلول سنة 1915 إلى 1916.
10 _ إسماعيل حقي بك من 1916 -1918
11 _ ممتاز باشا من 25 آب _30 أيلول 1918.
حدود متصرفية لبنان
يحدّ متصرفيّة لبنان شمالاً ناحية الضنّيّة من أعمال متصرفيّة طرابلس التابعة لولاية بيروت. وشرقاً قضاء بعلبك والبقاع من ولاية سوريا. وجنوباً قضاء صيداء التابع لولاية بيروت. وغرباً البحر المتوسط ومدينة بيروت.
أقضية متصرفية لبنان ومديرياتها
1_ قضاء جزين في جنوبيّ المتصرفيّة: يحدّه شمالاً قضاء الشوف. والفاصل بينهما نهر الأوّلي. وشرقاً قضاء البقاع. وجنوباً ناحية جباع من قضاء صيداء. وغرباً البحر المتوسط. وأكثر سكانه من الموارنة.
وهو يقسم إلى مديريتين:(1) مديرية إقليم التفاح، (2) مديرية جبل الريحان، وما بقي فيه من القرى العديدة في ناحية جزين يتعلّق رأساً بمركز القائمقاميّة.
ومن أهمّ قراه قصبة جزين وهي مركز القضاء صيفَ شتاء. وبكاسين وقيتولة والصالحيّة وحيطورة وفي جوارها منجم فحم حجريّ. وروم وعازور.
2_ قضاء الشوف: وهو أكبر أقضية لبنان مساحةً. يحدّه شمالاً قضاء المتن. والفاصل بينهما سكة الشام القديمة إلى جمهور. وشرقاً قضاء البقاع. وجنوباً قضاء جزين. وغرباً البحر المتوسط. وأكثر سكانه من الدروز.
يحتوي على 12 مديرية وهي: (1) الشوفَيْن، (2)إقليم الخروب، (3) العرقوب الأعلى، (4) العرقوب الشمالي، (5) العرقوب الجنوبي، (6) المناصف، (7) الجرد الشمالي، (8) الجرد الجنوبي، (9) الغرب الأعلى، (10) الغرب الشمالي، (11) الغرب الأقصى، (12) الشحّار.
وأعظم قراه بعقلين وهي أوّل قرية عمّرها المعْنيّون في الشوف في عهد الصليبيّين. وهي اليوم مركز القضاء الصيفي. والشويفات هي مقرّ القضاء الشتوي. وسوق الغرب وعاليه واعبيه ورشميّا وبحمدون والباروك وعين داره ومعلقة الدامور وشحيم.
3 _ قضاء المتن: يحدّه شمالاً قضاء كسروان والفاصل بينهما نهر الكلب. وشرقاً قضاء البقاع وقضاء زحلة. وجنوباً قضاء الشوف. وغرباً البحر المتوسط ومدينة بيروت. وأكثر سكانه من الموارنة. ويقسم إلى خمس مديريات هي: (1) المتن الأعلى، (2) بسكنتا، (3) الشوير، (4) القاطع، (5) الساحل: وما بقي في هذا القضاء من القرى العديدة في المتن الشمالي يتعلق رأساً بمركز القائمقامية.
وأهم قراه بعبدا، وهي مركز المتصرفيّة في الشتاء وفيها سراي الحكومة. وبحنّس وهي مركز القضاء الصيفيّ. والجديدة وهي مركز القضاء الشتويّ. والحدث وبيت مري وبرمانا وبيت شباب وهي مشهورة بسكب الأجراس وحياكة الديما وصناعة الفخّار. وبكفيا والشوير وقرنة شهوان والمتين وبسكنتا وصليما وبعبدات وحمانا والعبادية ورأس المتن والضبيّة وفيها أبنية شركة مياه بيروت.
4_ قضاء زحلة: هو أصغر أقضية لبنان. يحيط به قضاء المتن من كلّ الجهات ما عدا البقاع الذي يحدّه شرقاً. وقصبته مدينة زحلة وهي مقرّ القضاء صيفَ شتاء وأكبر بلدة في متصرفيّة لبنان كان يبلغ سكانها قبل المهاجرة إلى أميركا 18 ألف نسمة معظمهم من الملكيّة الكاثولكيّة. وهي مدينة التجارة للحاصلات الزراعيّة. والجبال التي تعلوها مزدانة بالكروم الواسعة وعنبها شهيّ لذيذ.
5_ قضاء كسروان: يحدّه شمالاً قضاء البترون. والفاصل بينهما في البترون السفلى نهر المدفون إلى شمالي قرية بجّه. وشرقاً قضاء بعلبك. وجنوباً قضاء المتن، وغرباً البحر المتوسط. ومعظم سكانه من الموارنة.
يقسم إلى تسع مديريات وهي:(1) مديرية جبيل السفلى، (2) جبيل العليا، (3) المنيطرة، (4) جرد جبيل، (5) الفتوح، (6) غوسطا، (7) جونية، (8) جرد كسروان.
وما عدا هذه التسع مديريات يوجد مأمور مخصوص لقرية شمسطار.
أعظم قوى هذا القضاء غزير وهي مَقرّه الصيفيّ ومرتبطة بمركز القضاء رأساً. واسكلة جونية وهي مَقرّ القضاء الشتوي. وهي فُرضة كسروان وبلدة التجارة. وزوق مكايل وقد اشتهرت بحياكة الأقمشة القصبيّة والفضية والحريريّة. وجبيل وعمشيت وقرطبا ومزرعة كفرذبيان وغوسطا والبجة وإهمج.
6 _ قضاء البترون: وهو يضاهي قضاء الشوف في المساحة. يحدّه شمالاً ناحية الضنيّة من متصرفية طرابلس. وشرقاً بعلبك. وجنوباً قضاء كسروان، وغرباً البحر المتوسط وقضاء الكورة وجزء يسير من متصرفيّة طرابلس. وأكثر سكانه من الموارنة.
يحتوي على تسع مديريات وهي: (1) البترون السفلى، (2) البترون الوسطى، (3) تنورين (أو البترون العليا) ، (4) قنات، (5) حصرون، (6) بشري، (7) إهدن، (8) الزاوية، (9) الهرمل.
من أعظم قراه أسكلة البترون وهي مركز القضاء الشتويّ. أما مركز القضاء الصيفيّ فهو عادةً حدث الجبّه أو بان. ومن قراه المهمّة قصبة بشري وإهدن وحصرون ودوما وتنورين وزغرتا والهرمل.
7 _ قضاء الكورة: يحدّه شمالاً متصرفيّة طرابلس. وشرقاً وجنوباً قضاء البترون. وغرباً البحر المتوسط. ومعظم سكانه من الروم الأرثوذكس.
يقسم إلى ثلاث مديريات وهي: (1) الكورة الشماليّة، (2) الكورة الوسطى، (3) القُوَيطع.
من أعظم قراه أميون وهي ملحقة بالقضاء رأساً ومركز القائمقامية في الصيف. وأنفه وهي مركز القضاء الشتويّ. وكوسبا وكفرعقّا وشكّة وبطرّام وبشمزّين وحامات.
مديرية دير القمر المستقلّة: موقع هذه المديريّة في قضاء الشوف الذي يحيط بها من جميع الجهّات. وقصبتها دير القمر وهي من أشهر قُرى لبنان ومركز المديريّة صيفاً وشتاء. وعلى مسافة نصف ساعة منها قصبة بيت الدين مركز المتصرفيّة الصيفيّ وفيها السراي الجميلة المتقنة البناء التي شادها الأمير بشير الشهابيّ الثاني.
فيكون في متصرفيّة لبنان 40 مديريّة ما عدا مديريّة دير القمر المستقلّة تحتوي على 956 قرية.
إن معظم الأملاك وأخصب الأراضي في المتصرفيّة المذكورة هي أوّلاً في سواحل لبنان من جونيه إلى الدامور لأن المياه تولي تلك السهول خصباً ونضارة. ويؤمل أن يتوسع نطاق المزروعات في السواحل بجرّ المياه إلى الأراضي التي تربتها جيدة وينقصها الريّ. ثانياً في طرفي المتصرفيّة الشمالي والجنوبي أي جبّة بشريّ والزاوية والكورة في الشمال وقضائي الشوف وجزين في الجنوب. ثالثاً في المنعطف الشرقي في مديرية الهرمل وقضاء زحلة.
ومن حاصلات المتصرفيّة الحرير والزيت والحبوب بأنواعها والعنب والتين والخرنوب واللوز والجوز والصنوبر والدبس والتبغ.
المراجع:
* كتاب "بعبدا في الصّورَة وَ الوُجُودْ " للكاتب جورج عبده معتوق ص 71 إلى 74 (دار الفكر اللبناني).
* المراحل التاريخية للتنظيم الإداري في لبنان البروفسور وليد عبد الرحيم مقالة منشورة على موقعه الالكتروني.

editor1

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment