التبويبات الأساسية

اللغة العربية علمتني الحياة للشاعر بولس سلامة تحليل نص

اللغة العربية علمتني الحياة للشاعر بولس سلامة تحليل نص

علمتني الحياة
النص:
علّمتني الحياة أنّ أيام الصبا هي أطيب الأيام، وأصفاها مورداً، وأخصبها رُواء ونضرة آفاق. وأنّ ألذّ ما في الصبوة غفلتها الحلوة التي تلوّن العيش بكلّ أزهرَ باسم وازرق صاح، فتجعل من تافه اللعب ومبتذل اللهو، ودسم المأكل غاية الغايات. وتحسب الروابي التي تنتهي عندها تخوم القرية حدود الكون، وتظن ساحة البلد المحور الذي تدور عليه الأرض، كأنّ من أجل ذلك القطب تشرق الشمس، وإيناساً لذلك الريق يطلع القمر، فما أسعد الإنسان واهماً جاهلاً معالم المكان و الزمان.
علمتني الحياة أن أفق الشباب الأول هو فجر الآمال، ومستهل المناعم، وباب الأحلام الوردية التي لا يرنّق صفوفها شقاء. بيد أن ذلك المطلّ هو السبيل إلى الغرور والمنفذ إلى الكبرياء، والمنحدر إلى الخطيئة، بما يُزيّن من أباطيل الدنيا وزخرفها. وإنها لفاجرة تَفْتَنّ في ضروب السحر و الإغراء، تروح بلون وتغدو بألف لون، فتزين الشهوات على قلب الفتى فيزيغ بصره، وتعمه بصيرته، وتهن عقيدته، فكأن إيمانه معلّق بخيط مشيط في مهب الريح المتناوحة، ويتبلّد وجدانه لفرط النشوة وما هو بالثَمِل، فتراه بين الشك والإلحاد مضطرباً، ما يبرح يبتدع الأضاليل تمويهاً لغواية، أو دعماً لمنهج، فإذا اعترف بوجود الله فكأنه يمنّ على باري الوجود بالوجود.
علمتني الحياة أن الألم هو المحجة إلى الحقيقة والنداء الذي يفتح به الله القلوب الغلف والآذان الصم. ألا وان مشكلة الألم لمشكلة الإنسان الكبرى. فلاغرو ان يستقبل الحياة بصرخة ويودّعها بزفرة...
بولس سلامه
في فهم النص
1- فسّر ما يأتي: المورد – الرُواء – يُرَنّق صفوها - تعمه بصيرته – تهمن عقيدته – خيط مشيط – الثمِل – القلوب – الغُلْف.
المورد : موضع الورود، الطريق إلى الماء – الرُواء: حُسن المنظر – يرنَق صفوها: يكدّره – تهن عقيدته: تضعف – تعمه بصيرته: تعمى – خيط مشيط: ممشوط، مشط الشعر أي سرّحه وخلّصه بعضه من بعض – الثمِل: الذي أسكره الشراب – القلوب الغُلف: القلوب التي لا تعي ولا تفهم أي كأنّها غُشّيت بغلاف.
2- ماذا يقصد الكتاب بالحياة؟
إنّها تلك الخفقة من كر الأيام وتوالي السنين على المرء، وهي تزوده بطاقة من الخبرة وزاد من المعرفة في مخالطته ومعاشرته لمرافق الكون ومظاهر الطبيعة.
3- لخص الفكرة الأساسية التي تضمنها المقطع الأول من النص.
أن أيام الشباب هي أطيب أيام الحياة.
4- كيف وضح الكاتب فكرته الأساسية؟
لقد تحدث عن غفلة الشباب التي تجعل اللعب واللهو والمأكل غاية الغايات. وهذه الغفلة تحسب أن حدود القرية تنتهي عندها حدود الكون وأن ساحة البلد هي المحور الذي تدور عليه الأرض. "فما أسعد الإنسان واهما جاهلا معالم المكان و الزمان".
5- ما أفق الشباب الأول؟
إن أفق الشباب الأول هو فجر الآمال وباب الأحلام التي لا يُكدّر صفوها شقاء.
6- ماذا يعيب الكاتب على أفق الشباب الأول؟
يعيب الكاتب على أفق الشباب الأول أنه يؤدي بالمرء إلى الغرور و الكبرياء وارتكاب المآثم، والارتماء في أحضان الشهوات حيث " يزيغ بصره وتعمه بصيرته وتهن عقيدته... وإذا به يقع بين الشك والإلحاد" فإذا اعترف بوجود الله فكأنه يمنّ على باري الوجود بالوجود.
7- ما الفكرة التي تضمنها المقطع الأخير؟
إن الألم هو السبيل لمعرفة الحقيقة. إنه مشكلة الإنسان الكبرى، يستقبل الحياة بصرخة ويودّعها بزفرة.
في القواعد:
1- اعرب ما يلي:
علمتني – مورداً – حدود – ايناساً – صفوها – لفاجرة – الغلف.
علمتني : فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهرة في آخره. والتاء للتأنيث – والنون: نون الوقاية والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
مورداً : تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهرة في آخره.
حدود : مفعول به ثانٍ للفعل تحسب منصوب وعلامة نصبه الفتحه الظاهرة على آخره.
ايناساً : مفعول لاجله منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح في آخره.
صفوها : صفو : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف. وها : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
لفاجرة : اللام : لام الابتداء – فاجرة – خبر "إن" مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضمّ على آخره.
الغلف : نعت القلوب. والنعت يتبع المنعوت تبعه في حالة النصب فهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
2- ما المفعول لاجله؟ استخرج مثلاً من النص.
المفعول لاجله مصدر منصوب، مشتق من أفعال القلوب، واقع بعد فعل ليس من لفظه، مشارك له في الوقت والفاعل: يبتدع الأضاليل تمويهاً لغواية.
3- لماذا قدم المفعول به على الفاعل في "علمتني الحياة" ومتى يقدم المفعول به على الفاعل؟ أمثاة.
قدم المفعول به على الفاعل لان المفعول به ضمير متصل.
ويقدم المفعول به على الفاعل:
أ‌- اذا اتصا بالفاعل ضمير يعود إلى المفعول به: زار المعسكر قائده.
ب‌- اذا كان الفاعل محصوراً – ما جنى الفشَلَ الا المتقاعس.
4- في أيّ الأفعال "تحسب"؟ وإلى كم مفعول تتعدى؟ مثّل.
تحسب: من افعال الرجحان – تتعدى الى مفعولين: تحسب الروابي حدودَ الكون.
5- وهل هناك أفعال غير افعال الرجحان تتعدى إلى مفعولين؟ أمثلة؟
-هناك الافعال التي تفيد اليقين: دَرَيْتُ الجاهل مقتنعاً.
والافعال التي تفيد التحويل: صيرتُ الطحين خبزاً.
والافعال الأخرى التي تتعدى إلى مفعولين ليس اصلهما مبتدأ وخبراً: كسوت الفقير ثوباً.
في الإنشاء
يقول بولس سلامه: " علمتني الحياة أن أيام الصبا هي أطيب الأيام وأضفاها مورداً وأخصبها رواء ونضرة".
اكتب حوالي عشرين سطراً متحدثاً عن:
1- تمنياتك لعودة أيام الشباب الخالية من الهم والمسؤولية.
2- المسؤوليات الجسام المترتبة على الإنسان.
" يا هزار الشباب! ما كنت أرضى منك هذا تعال غنّ تعال"
هكذا جعلتني الأيام أردد مع "الخيام" قوله المأثور هذا متمنياً عودة أيام الصبا. لأن الحياة علمتني أن ما مضى لن يعود وان ما من ابتسامة إلا وتعقبها ألف دمعة. لذلك تراني أبكي وأتحسر على عهد مضى وانقضى، عهد الشباب الأول، زمن النشاط والحيوية والفتوة والمرح، زمن الابتسامة الدائمة، يوم كنت ألهو خالياً من الهم والغم. أسير خبط عشواء و اللامبالاة رائدي، غراً، لاهياً، لاعباً، طروباً. فحبذا لو تعودين يا أيام الأمس القريب لأجلس ساعة أستعيد ذكرياتي بعد أن أدمر جيوش الهم المهيمنة فوق رأسي تعكر عليّ صفاء حياة اليوم ولأستعيد أياماً كنت أرى فيها الدنيا ابتسامة على شفة. تحملني آمال الشباب العذاب وخياله المجنح فأطير في دنيا أشبه بدنيا الأساطير لا أعرف للغمّ سبيلاً ولا للمسؤلية معنى، بيتي على ظهري، لا فرق عندي بين بؤس الحياة وشقائها وبين هنائها ورخائها فواحر قلباه! كيف بدل الله سماء الأمس الصافي الأديم، يوم كانت أحلام الشباب الذهبية تملأ رأسي بسماء اليوم ذات الحياة المؤلمة التي وضعتني أمام مسؤولياتي في الوجود وأرتني أن الماضي كان ضرباً من آل أو سراب وأن لا شيء في الدنيا يدوم أو يعطيك أكثر مما تعطيه. والشباب له رسالة عليه أن يؤديها نحو الحياة وإلا داسته. لأن رسالته وأمله يرسمان ظل نفسه إذ كلما كبر الأمل ازداد الهم ومن لم يحفر على صخرة الزمن اسمه بأحرف من نار ونور ترك الدنيا وعلى العين دمعة وفي القلب زفرة لأنه أدرك أن حياته وموته سيان فلا حياته تركت أثراً حياً ولا مماته خلّف تاريخاً مجيداً فهو وأمثاله عاشوا أو ماتوا على حد سواء بالنسبة للأوطان، لأن الأوطان تنهض على سواعد أبنائها البررة المخلِّصين الذين قهروا العقاب وأطعموا أشواك الطريق من لحومهم وأفنوا حلكة الليل بأنوار عيونهم.
أولئك أصحاب السواعد المفتولة التي ترفععلى أكفها صرح الوطن عالياً لتحتفظ به في دنيا الخلود.
"يراجع كتاب في اللغة العربية للشهادة المتوسطة (دار الكتاب اللبناني – بيروت)"

editor1

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment