التبويبات الأساسية

في العلم والأدب والشعر والفنّ الراقي الأستاذ الياس رحباني

  • في العلم والأدب والشعر والفنّ الراقي الأستاذ الياس رحباني-0
  • في العلم والأدب والشعر والفنّ الراقي الأستاذ الياس رحباني-1
  • في العلم والأدب والشعر والفنّ الراقي الأستاذ الياس رحباني-2
  • في العلم والأدب والشعر والفنّ الراقي الأستاذ الياس رحباني-3

تعرّف اللبنانيّون والعالم عليه أوّلًا عبر أثير إذاعة BBC  في القسم العربيّ، حين أنتج 13 حلقة تضمّنت40 أغنية لعدد من المغنّين والمغنيّات. قبل أن ينتقل إلى الإذاعة اللبنانيّة وكانت في بداية انطلاقتها، حيث عمل مخرجًا ومستشارًا موسيقيًّا على الموسيقى الغربيّة طيلة الفترة الممتدّة من العام 1962 الى 1972.

اعتمدته كبرى شركات إنتاج الإسطوانات العالميّة مستشارًا.

أسّس الموجة العالميّة في لبنان للموسيقى والأغاني الفرنسيّة والإنكليزيّة.

عام 1964 اشترك في مسابقة الشباب الموسيقيّ في بيروت ونال الجائزة الثالثة في الموسيقى الكلاسيكيّة عن معزوفته.   fantaisie  libanaise  

انتدب لتمثيل لبنان في المهرجانات الدوليّة للأغنية والموسيقى في السنوات 1969 مع المغني مانويل، 1971و1970، فنال الجائزة الثانية في المهرجان الدوليّ للأغنية في أثينا عن اغنية la Guerre est Finie إضافة إلى مهرجان بلغاريا 1971 ومهرجان الريو في البرازيل عام 1970.

حاز في العام 1972 شهادة السينما في المهرجان الدوليّ التاسع عشر للفيلم الإعلانيّ في البندقية.

يؤلّف في أربع لغّات هي: العربيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والإنكليزيّة. يعود له الفضل في إطلاق 35 مغنــّـيًا بمن فيهم ماجدة الرومي، باسكال صقر، جوليا، مانويل،الخ.... والمغنّي اللبنانيّ سامي حبيقة العروف بسامي كلارك في مهرجان الأغنية في روس توك في المانيا حيث نال الجائزة الأولى عن أغنية morry morry عام 1979.

عام 1980 حصل على جائزة خاصّة في المانيا عن اغنية O Baby  مع المغنية باسكال صقر.

عام 1995 نال الجائزة الثانية للأغنية في مهرجانات لندن الدوليّة للإعلان، وحلّ فرانك سيناترا الأوّل.

كذلك نال الجائزة الأولى في تشيلي في العام 2001 وجائزة بلاتينيوم. وتاريخه حافل بالتقديرات من دكتوراه فخرية من جامعة بارينغتون في أميركا والجامعة الأميريكيّة في أستورياس في إسبانيا (2000) ومن جامعة الروح القدس الكسلسيك (2010).

عمل الرحباني في المسرح الاستعراضيّ، ونفّذ العديد من الأعمال، بما في ذلك كتابته سيناريو وموسيقى أوبريت "أيّام الصيف" في مهرجانات بيت الدين عام 1972، ومسرحيّة وادي شمسين في السنة 1983 وسفرة الأحلام 1993 والأندلس وجوهرة العالم في قطر 2007 وإيلا في السنة 2009.

كذلك، شارك في مهرجانات دمشق الدوليّة خمس عشرة سنة من 1960 حتى 1975. ومهرجانات بعلبك الدوليّة بين السنوات 1971 و1975 ومسرحيّات فيروز والأخوين الرحباني بين العامين 1970 و1975.

ساعد  في إعداد 26 حلقة تلفزيونيّة وأربعة استعراضات فنّيَّة عرضها تلفزيون لبنان. رافق الفرقة الشعبيّة اللبنانيّة والأخوين الرحباني في جولات عالميّة شملت البرازيل، والأرجنتين، والولايات المتّحدة ، ولندن ، وكندا، والجزائر، وتونس، والأردن، والكويت، والعراق والمغرب.

الأغنية الأولى التي لحّنها أنشدها نصري شمس الدين "ما أحلاها" وقد أنتجتها BBC  ، ثمّ كرّت السبحة فلحّن للعديد من المطربين اللبنانيّين والعرب، منهم صباح وقد كانت أغنيتها الأولى "شفتوا بالقناطر" التي غنّتها من اعماله "هالي دبكي يا با أوف" في 1964 والتي حصد مبيع اسطوانتها في حينه ما لم تبلغه أغنية عربيّة من قبل. شكّلت هذه الأغنية تحوّلًا كبيرًا في الفنّ اللبنانيّ والعربيّ وقد صوّرت بأسلوب الفيديو كليب.

إضافة إلى نصري وصباح وفيروز، فنّانون عديدون أنشدوا من ألحانه وتأليفه بمن فيهم: وديع الصافي، ونجاح سلام، وسعاد الهاشم، وملحم بركات، والمغنّي الأوبراليّ إدغار عون، وهدى، وماجدة الرومي، وباسكال صقر ، وجوليا وغسان صليبا. بلغ عدد المغنّين الذين غنّوا له 96 مغنيًا.

وبدايات الراحل ملحم بركات مع أغنيات من ألحانه :"لاتهزّي كبوش التوتي" "وعشرة حدعش تنعش".

في السينما، وضع الموسيقى التصويرّية لفيلميّ هنري بركات "حبيبتي" و"أجمل أيّام حياتي" وسواهما من المسلسلات والأفلام اللبنانيّة. كذلك استعانت فِرق موسيقيّة لبنانيّة وأجنبيّة عدّة بألحانه.

اشتهرت بدايات الياس الرحباني بوضعه ألحان الإعلانات بالتعاون مع إذاعة مونتي كارلو.

من هذه الإعلانات الخاصّة بالسوق العربّي: La vache qui rit- barilla maakaroni ، شو بطاريتك ريو فاك، وسواها .....

وضع حوالي 3000 لحنًا دعائيًّا، 2500 عملًا موسيقيًّا شرقيًّا و500 غربيًّا، ووضع الموسيقى التصويريّة لثلاثين فيلمًا طويلًا وخمسة عشر مسلسلاً تلفزيونيًّا.

وفي جعبته خمسون أسطوانة ومقطوعة موسيقيّة للباليه la colline du diable  وإحدى عشرة مقطوعة كلاسيكيّة للبيانو وكتاب "نافذة القمر" ومؤخّرًا الذئاب تصلّي" وعدد من الأعمال المسجّلة في جمعيّة باريس بلغ 5500 عملًا.

من الأناشيد التي ولّدت من رحم إبداعه الفنّيّ: أناشيد للجيش اللبنانيّ، ونشيد الكونغرس الأميركيّ، ومنظّمة الدول الفرنكوفونيّة، ونشيد حزب البعث العراقيّ والسوريّ ومجموعة أناشيد لحزب الكتائب اللبنانيّة وللقوّات اللبنانيّة وحزب الحوار الوطنيّ ونشيد نادي روتاري ونوادي ليونزيّة ونشيد جامعة اللويزة والأميركيّة للعلوم والتكنولوجيا ومعهد مون لاسال والليسّيه الفرنسيّ ومؤسّسة قرطباوي ومنظّمة كاريتاس والصليب الأحمر اللبنانيّ وحملة مكافحة الإيدز ومدينة زوق مكايل ومدينة جونية ومدينة جزين، إضافة إلى أناشيد روحيّة وميلاديّة عديدة... .

عام 1990 افتتح استديو خاصًّا به في منطقة النقاش بتقنيّة عالية وأسلوب راق. عُرِضت أعماله الفنّيّة على مسرح كازينو لبنان والأونيسكو. وقد أحيت الفنّانة باسكال صقر بالتعاون مع المغنّي الأوبراليّ إدغار عون عام 2001 استعراضًا ضخمًا من أعمال الياس الرحباني على مسرح كازينو لبنان وطرابلس.

ترأّس اللجنة التحكيميّة في برنامج "سوبر ستار" _ تلفزيون المستقبل من العام 2003-2008 .

حائز وسام الإعلام المذهّب من الرئيس الياس سركيس في السنة 1979، ووسام بول هاريس الروتاريّ العالميّ في السنة 1999 ووسام الليونز في العام 1996 ووسام الأرز من رتبة ضابط من الرئيس إميل لحود في السنة 2004 إضافة إلى وسام الفنون والآداب من رتبة فارس من الجمهوريّة الفرنسيّة في السنة 2011.

ألحانه  تخطّت حدود لبنان ولامست الآفاق العالميّة وهي تُعزف في برنامج المرافقة الموسيقيّة الرسميّة في المناسبات البروتوكوليّة في قصر الكرملين الكبير وفي المدرسة الحربيّة الولايات المتّحدة الأميركيّة.

من رحم العائلة الرحبانيّة القديرة، خرج الياس الرحباني فيضًا، روى تراب الوطن في زمن العطش والقحط والتصحّر، وحلّق حرًّا مستقلًّا معتمدًا على قدراته ومواهبه وتلك العزيمة الصلبة التي جعلت منه مصدر إلهام لجيل من اللبنانيّين واكبه في أحلك مرحلة عصيبة مرّ بها.

حمل إلى لبنان ثورة فنّيّة نبيلة، مطعّمة بالأصالة والجدّيّة والإبداع وسلك دربًا مختصرًا أوصله بلمح البصر إلى آفاق العالميّة في خطوة كانت ملفتة من حيث توقيتها ونبضها.

حركته التجديديّة تجاوزت المألوف في زمن انهارت فيه القيم وتحطّمت الآمال وتقوقع الطموح.

ثورة أطلقها أيقظت الإبداع اللبنانيّ وأنعشت الطاقات المغمورة برماد الحرب الخانق. وصار مثالًا ألهم جيلًا بكامله ودليلًا أرشد المواهب وحرّرها من سجن إحباطها وقادها في طريق الشهرة والاستحقاقات الكبرى.

أسماء لمعت نجومًا في عالم الفنّ بعدما حلّقت عاليًا في فضاء عطاءاته الرحب.

لم يقدّم الياس الرحباني للجمهور مطربًا أو نجمًا إلّا وحصد النجاح والإعجاب منذ اللحظة الأولى لظهوره.

نادرًا ما تستمع إلى معزوفة من توقيع إلياس الرحباني إلّا ويتملّكك الإلهام فتستحضر صورة من تحبّ وتعبر معها إلى لقاء الشوق عبر مرايا التجلّي.

مشهديّة الأغنية تخرج من يديه كمنحوتة متكاملة، متوازنة، ثابتة ورصينة، فيها التزاوج السلس  بين الّلحن والصوت والكلمة، بين السمع والنظر والمشاعر.

تعشق الأذن ألحانه لما تحمله من دفء وما تعبق به من رومنسيّة وحيث ينثرها يستحضر الربيع وينعش الصدى فتزخر الآفاق بالرؤى تعكس ما في عينيه من شفافيّة وتوهّج.

تنساب ألحانه مخترقة جدار وحدتنا وقلقنا كخيوط الفجر تشقّ عباءة الّليل الدامس فتنثر الطيب والعطر والبهجة والنقاء.

عند حدود ألحانه ينكفئ الزمان وتتجدّد الحياة ويدخل المكان في بعد سرمديّ.

(يراجع : كتاب أعلام من بلاد الأرز، للمؤلّف أنطوان فضّول، الجزء الخامس 2013 ص 84)  

 

 

ADMIN

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment